أعناقهم كأباريق الفضة ترد أنوفهم قبل شفاههم؟ أين عتبة بن ربيعة، أين شيبة بن ربيعة، فيسكت عنها! حتى دخل عليها يوما وهو برم فقالت له: أين عتبة بن ربيعة؟ فقال: على يسارك في النار إذا دخلت! فنشرت عليها ثيابها فجاءت عثمان فذكرت له ذلك، فأرسل ابن عباس ومعاوية، فقال ابن عباس: لأفرقن بينهما، وقال معاوية: ما كنت لأفرق بين شيخين من بني عبد مناف. فأتياهما فوجداهما قد سدا عليهما أبوابهما، وأصلحا أمرهما)!!
وقد وقف النبي صلى الله عليه وآله في وجه هذه المقولة الكافرة بشدة وحزم، لكنهم طمسوا موقفه بعد وفاته وواصلوا خطتهم في فصله عن عترته وبني هاشم عامة!
وقد روى الجميع أن الأنصار وبني هاشم شكوا إلى النبي صلى الله عليه وآله من عداوة قريش ضيوفهم الجدد في المدينة ومقولتهم الخبيثة هذه! ومن أحاديثها: (أتى ناس من الأنصار النبي (ص) فقالوا إنا نسمع من قومك، حتى يقول القائل منهم: إنما مثل محمد نخلة نبتت في الكبا (المزبلة) فقال رسول الله (ص): أيها الناس من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله. قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (قال فما سمعناه ينتمي قبلها)! ألا إن الله عز وجل خلق خلقه ثم فرقهم فرقتين فجعلني في خير الفريقين، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيرهم بيتا وخيرهم نفسا). قال في مجمع الزوائد: 8 / 215: (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح).
وفي الدر المنثور: 2 / 335: (عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله (ص) وهو غضبان محمار وجهه حتى جلس على المنبر فقام إليه رجل فقال: أين آبائي؟ قال في النار! فقام آخر فقال من أبي؟ فقال: أبوك حذافة فقام عمر بن الخطاب فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما، إنا يا رسول الله