فذكر الحديث وفيه: فإن أدركني أجلي وقد مات أبو عبيدة، استخلفت معاذ بن جبل.. الحديث. ومعاذ بن جبل أنصاري (قحطاني) لا نسب له في قريش! فيحتمل أن يقال لعل الإجماع انعقد بعد عمر على اشتراط أن يكون الخليفة قرشيا، أو تغير اجتهاد عمر في ذلك. والله أعلم). انتهى.
واحتمالات ابن حجر واهية، ومن تدليسه أنه أخفى قول عمر: لو كان سالم حيا لوليته! وسالم غلام فارسي، لا قرشي ولا عربي! (الموسوعة الفقهية الكويتية: 6 / 124، وفيها: وخالف في ذلك بعض العلماء منهم أبو بكر الباقلاني، واحتجوا بقول عمر: لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لوليته). وتاريخ ابن خلدون: 1 / 194، ومنهاج الكرامة / 106، ومحاضرات الأدباء / 365، والشورى في الإمامة للسيد الميلاني / 25، و أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها؟ لأحمد حسين يعقوب / 242).
الخامسة، أن حديث القحطاني الذي وبخ عليه معاوية ابن عمرو، ضاع من مصادرهم فلم يرووه بكثرة! وقد صح عندنا أن القحطاني اليماني يكون ناصر الإمام المهدي عليه السلام ووزيره. أما رواياتهم ففي بعضها أنه يحكم بعد المهدي عليه السلام وفي بعضها قبله، وفي بعضها معه. ويظهر أن رواية القحطاني كانت معروفة في القرن الثاني وأن اسمه ثلاثة أحرف فقد قال البلاذري في التنبيه والأشراف / 272 عن ثورة عبد الرحمن بن الأشعث: (وسار عبد الرحمن راجعا لإخراج الحجاج من العراق، ومسائلة عبد الملك إبدالهم به، فلما عظمت جموعه ولحق به كثير من أهل العراق ورؤسائهم وقراؤهم ونساكهم عند قربه منها، خلع عبد الملك، وذلك بإصطخر فارس وخلعه الناس جميعا، وسمى نفسه ناصر المؤمنين، وذكر له أنه القحطاني الذي ينتظره اليمانية، وأنه يعيد الملك فيها، فقيل له إن القحطاني على ثلاثة أحرف! فقال اسمى عبد، وأما الرحمن فليس من اسمي)!
السادسة، لم يبحث شراح بخاري النسبة بين هذا الحديث وحديث: (الأئمة