العالمين وأبو السبطين وصاحب الولاية والمنزلة والإخاء، في مائة ألف من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان! أما والله لو تخطى هؤلاء أجمعين إلي لوجدني أحمر ضرابا بالسيف (أحمر فارسي لأنه أمه فارسية) ثم كتب إلى علي وبعث بكتاب معاوية في كتابه، فكتب إليه علي عليه السلام وبعث بكتابه: (أما بعد فإني قد وليتك ما وليتك وأنا أراك لذلك أهلا، وإنه كانت من أبي سفيان فلتة في أيام عمر من أماني التيه وكذب النفس، لم تستوجب بها ميراثا ولم تستحق بها نسبا، وإن معاوية كالشيطان الرجيم يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فاحذره ثم احذره ثم احذره. والسلام). (راجع أيضا: المناقب والمثالب للقاضي النعمان / 204، وتاريخ اليعقوبي: 2 / 218، وأنساب الأشراف / 1219 و / 2341، وشرح النهج: 6 / 284، و: 16 / 181، وبحار الأنوار: 33 / 229، والغدير: 2 / 132، و: 10 / 219، وقال: لو كان معاوية استلحق زيادا بهذا الخبر لكان استلحاقه عمرو بن العاص أولى! إذ ادعاه أبو سفيان يوم ولادته قائلا: أما إني لا أشك أني وضعته في رحم أمه)! انتهى. وقول الأميني رحمه الله: صحيح لأن أبا سفيان قال مثل ذلك في عمرو بن العاص، لكن أمه النابغة اختارت أن يكون أباه العاص لأنه أسخى من أبي سفيان! ففي الغدير: 2 / 120: (وقال الإمام السبط الحسن الزكي عليه السلام بمحضر معاوية وجمع آخر: أما أنت يا ابن العاص فإن أمرك مشترك! وضعتك أمك مجهولا من عهر وسفاح فتحاكم فيك أربعة من قريش فغلب عليك جزارها، ألأمهم حسبا وأخبثهم منصبا! ثم قام أبوك فقال: أنا شانئ محمد الأبتر فأنزل الله فيه ما أنزل). انتهى.
ولا يتسع المجال للإفاضة فيه، وشاهدنا أن معاوية كان يقدس أبا سفيان، ويعتبر كلامه كالوحي ولو كان مخالفا للوحي! ويظهر أن معاوية كان يوافق أبا سفيان على آرائه المختلفة العقيدية والسياسية! فقد تحمل اعتراض الأمة كلها في استلحاق زياد من أجل كلمة قالها أبو سفيان! واعترضت عليه عائشة فقال