وذريته، الذين هم معدن الحق والملك! وقمع بني هاشم وشيعتهم الذين هم شر الناس! أما النبي صلى الله عليه وآله الذي عفا عنها فهو ابن قريش قبل أن يكون هاشميا! ومثله في بني هاشم كنخلة نبتت في مزبلة! فيجب فصله عنهم وإبعاده عنهم!
وهذه المقولة الخبيثة ليست من أفكار معاوية، بل هي مقولة قريش بتوجيه حلفائها اليهود لتأخذ دولة النبي صلى الله عليه وآله من أهل بيته، وتفرق بين النبي صلى الله عليه وآله ابن قريش وبين عترته والأنصار الذين كانت تسميهم (عباد محمد)! وتطالبهم بثأر سبعين من فرسانها وزعمائها في بدر (كأن وجوههم شنوف الذهب تشرب آنافهم قبل شفاههم) بتعبير عثمان وعامة قريش!
وشنوف الذهب: أقراطه الجميلة، أي كأن وجه أحدهم كأنه قرط ذهب! لكمال أجسامهم وجمال أنوفهم وهو وصف لأبناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وصف به النبي صلى الله عليه وآله ولده الإمام المهدي عليه السلام في حديث: أجلى الجبين أقنى العرنين أي في أنفه علو واحديداب. والمتفق عليه بين المؤرخين أنها صفة لبني عبد المطلب، لكن قريشا أخذته لرجالها حتى لو كانوا دون ذلك تشبيها لهم ببني عبد المطلب! قال ابن سعد في الطبقات: 1 / 94: (فلم يكن في العرب بنو أب مثل بني عبد المطلب أشرف منهم، ولا أجسم! شم العرانين تشرب أنوفهم قبل شفاههم). (ومثله في تاريخ دمشق: 3 / 116، ونحوه في المنمق لابن حبيب / 35).
وقد رووا أن خالة معاوية كانت تردد ذلك في وجه زوجها عقيل بن أبي طالب رحمه الله! فكانت تقول له كما في غريب الحديث للحربي: 1 / 208: (لا يحبكم قلبي يا بني هاشم أبدا! أين أخي، أين عمي، أين فلان أين فلان! كأن أعناقهم أباريق الفضة، ترد أنوفهم قبل شفاههم؟!). قال القرطبي في تفسيره: 5 / 176: (فكان إذا دخل عليها تقول: يا بني هاشم، والله لا يحبكم قلبي أبدا! أين الذين