عليه ابن كثير في النهاية: 8 / 144 بقوله: (قلت: والسنة أن يقال لمعاوية ملك، ولا يقال له خليفة لحديث سفينة: الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا) (أخرجه الإمام أحمد 5 / 44 و 5 / 220 وأبو داود في السنة ح (4646) بلفظ: خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يأتي الملك من يشاء. ومن طريق يعقوب بن سفيان عن سفينة: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ملك). انتهى. وهو يدل على أن ابن كثير لم يقبل قول ابن تيمية!
وفي الفواكه الدواني: 1 / 104: (ما ذكره المصنف من الاقتصار في الخلفاء على الأربعة يفيد أن معاوية ليس بخليفة بل ملك، وهو المطابق لقوله (ص): الخلافة بعدي ثلاثون سنة. وقيل إنما تتم بمدة الحسن بن علي، وذلك أن الناس بايعوه بعد أبيه في العشر الأخيرة من رمضان سنة أربعين من الهجرة، ثم إن الحسن سلم الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان في النصف من جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين من الهجرة، فتكون مدة خلافة الحسن سبعة أشهر ونصفا وأياما.... إنما سموا بالخلفاء لأنهم لم يخرجوا عما كان عليه الرسول (ص) فلما حافظوا على متابعته سموا خلفاء، وأما الذين خالفوا سنته وبدلوا سيرته فهم ملوك! وقول الرسول: ملكا عضوضا: الملك مثلث الميم والعضوض بفتح العين من عض ومعناه أنهم يضرون الرعية ويتعسفون عليهم، فكأنهم يعضونهم بالأسنان)!
* * أقول: لا يغرنك ما ثبت عندهم من تشكيك عمر في نفسه هل هو خليفة أو ملك! ولا نفي أغلبية علمائهم صفة الخلافة عن معاوية وحكمهم بأنه ملك! فكله كلام نظري في بطون الكتب، أما العقيدة السائدة في جمهورهم وقصورهم وأكواخهم فهي التعصب لعمر ومعاوية الخليفتين الراشدين وقياس الدين بهما، وقياس الناس بهما! فعلى ذلك يتولون الناس ويتبرؤون منهم! فمن تولاهما فهو مسلم، وإلا فهو كافر!