أبي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: لا يصح في فضل معاوية حديث. ولما لم يجد البخاري حديثا يصح من مناقب معاوية قال عند عد مناقب الصحابة من صحيحه: باب ذكر معاوية رضي الله عنه! فقال ابن حجر في فتح الباري: 7 / 83: أشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له، وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد، وبذلك جزم إسحاق بن راهويه، والنسائي، وغيرهما.
وأما مسلم وابن ماجة فلم يجدا حديثا يعبأ به في فضائل معاوية فأضربا عن اسمه في الصحيح والسنن! والترمذي لم يذكر له إلا حديث: (اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به). ونحن أوقفناك على بطلانه في: 10 / 373! وحديث: اللهم اهد به وقد زيفه هو بنفسه! فالصحاح والسنن خالية عما لفقه رواة السوء في فضل الرجل. ودخل الحافظ النسائي صاحب السنن إلى دمشق فسأله أهلها أن يحدثهم بشئ من فضائل معاوية فقال: أما يكفي معاوية أن يذهب رأسا برأس حتى يروى له فضائل؟ فقاموا إليه فجعلوا يطعنون في خصيتيه حتى أخرج من المسجد الجامع، فقال: أخرجوني إلى مكة، فأخرجوه وهو عليل فتوفي بمكة مقتولا شهيدا! وقال ابن تيمية في منهاجه: 2 / 207: طائفة وضعوا لمعاوية فضائل ورووا أحاديث عن النبي (ص) ذلك كلها كذب. وقال الفيروزآبادي في خاتمة كتابه سفر السعادة، والعجلوني في كشف الخفاء / 420: باب فضائل معاوية، ليس فيه حديث صحيح! وقال العيني في عمدة القاري: فإن قلت: قد ورد في فضله يعني معاوية أحاديث كثيرة؟ قلت: نعم، ولكن ليس فيها حديث صحيح يصح من طرق الإسناد، نص عليه إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما، فلذلك قال يعني البخاري: (باب ذكر معاوية) ولم يقل: فضيلة ولا منقبة).