كلمتنا واحدة على هذا الرجل ما بقي منا رجل ففعلوا فتحالفوا على ذلك، وتعاقدوا، فاتعدوا لوقت وقتوه... فقال أبو سفيان: يا معشر اليهود أنتم أهل الكتاب الأول والعلم، أخبرونا عما أصبحنا فيه نحن ومحمد، ديننا خير أم دين محمد؟ فنحن عمار البيت، وننحر الكوم (الناقة السمينة) ونسقي الحجيج، ونعبد الأصنام؟ قالوا: اللهم أنتم أولى بالحق، إنكم لتعظمون هذا البيت وتقومون على السقاية وتنحرون البدن، وتعبدون ما كان عليه آباؤكم، فأنتم أولى بالحق منه. فأنزل الله في ذلك: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا). (النساء: 50) فلما قالوا ذلك لقريش نشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول الله صلى الله عليه وآله.... فخرجت اليهود حتى أتت غطفان، وقيس عيلان، وأخذت قريش في الجهاز، وسيرت في العرب تدعوهم إلى نصرها، وألبوا أحابيشهم ومن تبعهم، ثم خرجت اليهود حتى جاؤوا بني سليم، فوعدوهم يخرجون معهم إذا سارت قريش، ثم ساروا في غطفان فجعلوا لهم تمر خيبر سنة وينصرونهم ويسيرون مع قريش إلى محمد إذا ساروا، فأنعمت بذلك غطفان، ولم يكن أحد أسرع إلى ذلك من عيينة بن حصن! قال ابن خلدون: وخرج بهم عيينة بن حصن على أشجع (قبيلة)، وذكر البعض أن كنانة بن أبي الحقيق جعل نصف تمر خيبر لغطفان في كل عام! (الصحيح من السيرة: 9 / 25) وفي أسباب النزول للواحدي: 103: (خرج كعب بن الأشرف (رئيس بني النضير وحاخامهم) في سبعين راكبا من اليهود إلى مكة بعد وقعة أحد، ليحالفوا قريشا على غدر رسول الله (ص) وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله (ص)، فنزل كعب على أبي سفيان ونزلت اليهود في دور قريش.... ثم قال كعب لأهل
(٢٠)