وقد روى الطبري في تاريخه: 3 / 289 نقاشا بين عمر بن الخطاب وابن عباس جاء فيه: (يا ابن عباس: أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد؟ فكرهت أن أجيبه، فقلت: إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني. فقال عمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة، فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت! فقلت: يا أمير المؤمنين إن تأذن لي في كلام وتميط عني الغضب تكلمت! فقال: تكلم يا ابن عباس، فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت، فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله عز وجل لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود! وأما قولك: إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة والخلافة، فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهية فقال: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم! فقال عمر: هيهات والله يا ابن عباس قد كانت تبلغني عنك أشياء.. الخ.). انتهى.
فالمعادلة القرشية التي واجهت النبي صلى الله عليه وآله نفسها التي واجهت عترته، ومع أنها متحدة في جوهرها مع معادلة أبناء يعقوب، وهو الحسد لا غير، لكن موقف الإسلام منهما جاء مختلفا! والسبب أن التجربة اليهودية قد أتمت دورتها، وانتهت، بينما التجربة القرشية (أو الأموية) ما زالت في طور الإثمار والنضج!
لذلك نجد القرآن اتخذ موقفا حاسما من اليهود وكشف كل أوراقهم، بينما اكتفى في بني أمية بآية الشجرة الملعونة في القرآن، فذكرهم بالأسرة والوصف وترك تسميتهم للنبي صلى الله عليه وآله وأراه زعماءهم على صور قرود تقفز على منبر خلافته فتضل الناس وترجعهم القهقرى من بعده!
وهذه الكناية والدبلوماسية القرآنية، تعني أن وقت كشف بني أمية بشكل كامل لم يحن بعد، وأنه يجب أن يعطوا دورا للعمل داخل الأمة، وأن يدخر