عدي من بني سهم، فرفعوه ووضعه النبي الهاشمي صلى الله عليه وآله). (الكافي: 4 / 218).
وفي كانت قيادة قريش محصورة بين بني هاشم ونقيضهم بني أمية، أما بقية البطون فتدور في فلكهما وتتأثر بهما!
والدليل على ذلك أن أبا سفيان قاد قريشا لأكثر من عشرين سنة في مواجهة النبي صلى الله عليه وآله، ثم اتهمته بموقفه اللين من النبي صلى الله عليه وآله بعد فتح مكة فجربت استبداله بسهيل بن عمرو، لكن زعامة سهيل، ثم خلافة أبي بكر وعمر، لم تكن إلا فترة قصيرة لتجربة زعامة بطون قريش، وصلت بعدها إلى نتيجة أنه لا يمكن لبطن قرشي أن يواجه بني هاشم إلا بنو أمية، فسلموا إليهم قيادة قريش والأمة مجددا ليواصلوا المواجهة إلى يومنا هذا!
لهذا السبب نلاحظ العجب في وضع قريش بعد النبي صلى الله عليه وآله!
فقد غاب بنو سهم أو جمح عن المسرح السياسي بعد أمية بن خلف وسهيل بن عمرو نهائيا!
وانتهى بنو تيم بعد أبي بكر، فقد برزت فيهم عائشة وطلحة وهزما، فالتحق النشطون منهم بمعاوية، عدا محمد بن أبي بكر الذي كان شيعيا متعصبا! ثم ادعى بنو تيم لموسى بن طلحة أنه المهدي الموعود! لكنه لم يستطع تحقيق شئ.
(لما خرج المختار بالكوفة قدم علينا موسى بن طلحة وكانوا يرونه في زمانهم المهدي فغشيه الناس) (تاريخ دمشق: 60 / 431، وتهذيب الكمال: 29 / 85، وسير الذهبي: 4 / 365، وفتن ابن حماد: 1 / 158، وسنن الداني: 1 / 158).
كما أن بني عدي انتهوا أيضا بعد عمر، والتحق أولاده بمعاوية، وبقي ولده عبد الله قانعا بما يعطيه إياه من غلب، بل هو المنظر لقاعدة: الخلافة لمن غلب (الأحكام السلطانية للفراء / 20، ومآثر الإنافة: 1 / 71)!