لم تحمد الله ثم دخل على الجواد فأعطاه فقال الحمد لله فقال تأدبت. وفي روضات الجنات أدرك أربعة من أئمة أهل البيت ع وولد سنة وفاة الصادق ع اه والأربعة هم الصادق والكاظم والرضا والجواد وادراكه للصادق بمعنى أنه ولد في حياته.
وفي النبذة المختارة من كتاب تلخيص أخبار شعراء الشيعة للمرزباني كما في النسخة المخطوطة التي عندنا وفيها ذكر 28 ترجمة لثمانية وعشرين شاعرا منهم ودعبل هو الثاني والعشرون منهم قال دعبل بن علي الخزاعي كان شاعرا مجيدا وكان على غاية من الفقر ثم ذكر خبره مع الرشيد الذي كان سببا في حسن حاله وسيأتي.
وفي مجالس المؤمنين عن دولتشاه السمرقندي انه قال في تذكرته ما تعريبه: دعبل بن علي الخزاعي له فضل وبلاغة زيادة عن الوصف وكان متكلما أديبا شاعرا عالما وفي أيام هارون الرشيد جاء من بلاد العرب إلى بغداد فأكرمه الرشيد واحترمه. وذهب دعبل إلى خراسان في خدمة الإمام الرضا ع وكان عديله في المحمل محمد بن أسلم الطوسي وقائد بعيره إسحاق بن راهويه الحنظلي وكان دعبل في هذا السفر مسليا للرضا ع بنوادره وأمثاله وأشعاره اه التذكرة. وفي مجالس المؤمنين:
قوله ان دعبل في سفره إلى خراسان كان في صحبة الإمام الرضا مخالف للخبر المذكور في الكتب مثل كشف الغمة وغيره من أن دعبلا قال لما نظمت قصيدتي مدارس آيات قصدت بها الامام أبا الحسن علي بن موسى الرضا في خراسان الخبر الدال على أنه ذهب إلى خراسان بعد ذهاب الرضا ع إليها ولم يذهب معه.
أقوال سائر العلماء المترجمين والعلماء فيه في ميزان الذهبي دعبل بن علي الخزاعي الشاعر المفلق رافضي بغيض هرب من المتوكل وعاش نحوا من تسعين سنة وله عن مالك مناكير ثم قال دعبل أو دغفل عن مالك مهمل في كتاب الدارقطني ضعفه أبو العباس البناني (النباتي). قلت هو دعبل الشاعر مات بعد 240 وقد شاخ اه. وفي لسان الميزان هو دعبل بن علي بن رزين بن سليمان الخزاعي أبو علي الشاعر المشهور من الكوفة وتعاطى في أول أمره الأدب حتى مهر فيه وقال الشعر الفائق قال وقال ابن خلكان كان شاعرا مجيدا الا انه كان بذي اللسان مولعا بالهجو هجا الخلفاء فمن دونهم وطال عمره فكان يقول لي ثلاثون سنة احمل خشبتي على كتفي ما أجد من يصلبني عليها وذكر ابن المعتز عن الترمذي قيل لابن الزيات لم لا تجيب دعبلا عن القصيدة التي هجاك بها فقال وكل من قال خشبتي على كتفي يبالي بما قال أو قيل له.
وفي الأغاني شاعر متقدم مطبوع هجاء خبيث اللسان لم يسلم عليه أحد من الخلفاء ولا من وزرائهم ولا أولادهم ولا ذو نباهة أحسن إليه أو لم يحسن ولا أفلت منه كثير أحد. وكان من الشيعة المشهورين بالميل إلى علي ص ولم يزل مرهوب اللسان وخائفا من هجائه للخلفاء فهو دهره كله هارب متوار. وفيه عن القاسم بن مهرويه ختم الشعر بدعبل.
وقد حكى جامع ديوانه حمزة بن الحسن الأصبهاني عن ابن دريد في أماليه في أثناء أوصاف خمسة وعشرين شاعرا منهم دعبل فقال ما ما لفظه قلت فدعبل قال شديد الأسر محكم الصنعة قليل الطلاوة مفحش الهجاء غير مقنع المديح اه. وعلى تائيته شرح للمولى علي بن عبد الله العلياري التبريزي وأوردها بتمامها علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة والمجلسي في الجزء الثاني عشر من البحار.
وفي تاريخ بغداد أصله من الكوفة ويقال من قرقيسيا وكان ينتقل في البلاد وأقام ببغداد مدة ثم خرج منها هاربا من المعتصم لما هجاه وعاد إليها بعد ذلك وكان خبيث اللسان قبيح الهجاء وقد روي عنه أحاديث مسندة عن مالك بن انس وعن غيره وكلها باطلة نراها من وضع ابن أخيه إسماعيل بن علي الدعبلي فإنها لا تعرف الا من جهته وروى عنه قصيدته التي أولها. مدارس آيات وغيرها من شعره أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي.
وفي لسان الميزان حديث دعبل وقع عاليا في جزء هلال الحفار. وفي معجم الأدباء: شاعر مطبوع يقال ان أصله من الكوفة وقيل من قرقيسيا وكان أكثر مقامه ببغداد وسافر إلى غيرها من البلاد فدخل دمشق ومصر وكان هجاء خبيث اللسان لم يسلم منه أحد من الخلفاء ولا من الوزراء ولا أولادهم ولا ذو نباهة أحسن إليه أم لم يحسن وكان بينه وبين الكميت بن زيد وأبي سعد المخزومي مناقضات وكان من مشاهير الشيعة. وفي تاريخ دمشق له شعر رائق وديوان مجموع وصنف كتابا في طبقات الشعراء قدم دمشق ومدح بها نوح بن عمرو بن حوى السكسكي بعدة قصائد ذكر في بعضها قصده إليه ورحلته نحوه وخرج منها إلى مصر وامتدح بها. وفي الأغاني بسنده عن الحسين بن علي: قلت لابن الكلبي ان دعبلا قد قطعنا فلو أخبرت الناس انه من خزاعة فقال لي يا فاعل مثل دعبل تنفيه خزاعة والله لو كان من غيرها لرغبت فيه حتى تدعيه دعبل والله يا أخي خزاعة كلها أقول انما طلب ذلك من ابن الكلبي لأنه نسابة يقبل الناس قوله.
شاعريته كان دعبل شاعرا مقلقا متفننا وحسبك بشاعريته أن يقول له أبو نواس أشعر شعراء زمانه: أحسنت ملء فيك وأسماعنا وأن يكون الرشيد بمجرد سماعه شعرا له يرغب فيه ويبعث إليه أسنى جائزة ويستحضره ويقول للرسول ان أبى فلا تجبره رفقا به وكراما واحتراما له. وأن يقول فيه المأمون ومعرفته لا تنكر لله دره ما أغوصه وأنصفه وأوصفه وأن تكون بعض أبياته نصب عينيه إذا عزم على سفر ومسلية له في تاريخ دمشق أنشد المأمون أبا دلف شعرا لدعبل قاله في بعض غيباته وهو:
وقائلة لما استمرت بي النوى * ومحجرها فيه دم ودموع ألم يأن للسفر الذين تحملوا * إلى وطن قبل الممات رجوع فقلت ولم أملك سوابق عبرة * نطقن بما ضمت عليه ضلوع تاني فكم دار تفرق شملها * وشمل شتيت عاد وهو جميع كذاك الليالي صرفهن كما ترى * لكل أناس جدبة وربيع وفي الأغاني ثم قال المأمون: ما سافرت قط الا كانت هذه الأبيات نصب عيني في سفري وهجيري ومسليتي حتى أعود.