وقنوني في الأغاني بالفتح ونونين من أودية السراة في أوائل ارض اليمن من جهة مكة قرب حلى وبالقرب منها قرية يقال لها يبت ولذلك قال كثير يرثي خندقا:
بوجه أخي بني أسد قنوني * إلى يبت إلى برك الغماد وفي الأغاني اخبرني أحمد بن عبد العزيز حدثنا عمر بن شبه ان كثيرا لما انتمى إلى قريش أنكر ذلك الطفيل بن عامر بن وائلة وحلف ليضربنه بالسيف أو ليطعننه فكلمه فيه خندق الأسدي وكان صديقا له ولكثير يجمعهم التشيع فوهبه له واجتمعا بمكة فجلسا مع ابن الحنفية فقال طفيل لولا خندق لوفيت لك بيميني فقال يرثيه وعنه كان اخذ مقالته في التشيع:
ونال رجالا نفعه وهو منهم * بعيد كعبوق الثريا المعلق وذكر باقي الأبيات اه فأراد ان نفع خندق قد ناله حيث شفع فيه عند طفيل مع أنه بعيد منه في النسب وفي الأغاني عن اليزيدي عن محمد بن حبيب أنه لما قتل خندق الأسدي بعرفة رثاه كثير فقال:
شجا أظعان غاضرة الغوادي * بغير مشورة عرضا فؤادي أغاضر لو شهدت غداة بنتم * حنو العائدات على وسادي وعن بخلاء تدمع في بياض * إذا دمعت وتنظر في سواد وعن متكارس في العقص جزل * أثيث النبت ذي غدر جعاد وغاضرة الغداة وان نأينا * وأصبح دونها قفر البلاد أحب ظعينة وبنات نفسي * إليها لو بللن بها صوادي ومن دون الذي أملث ودا * ولو طالبتها خرط القتاد وقال الناصحون (1) تحل منها * ببذل قبل شيمتها الجماد فقد وعدتك لو أقبلت ودا * فلج بك التدلل في تعاد فأسررت الندامة يوم نادى * برد جمال غاضرة المنادي تمادى البعد دونهم فأمست * دموع العين لج بها التمادي لقد منع الرقاد فبت ليلي * تجافيني الهموم عن الوساد عداني ان أزورك غير بغض * مقامك بين مصفحة شداد واني قائل ان لم إزره * سقت ديم السواري والغوادي محل بوجه أخي بني أسد قنوني * إلى بيت إلى برك الغماد مقيم بالمجازة من قنوني * وأهلك بالأجيفر فالثماد فلا تبعد فكل فتى سيأتي * عليه الموت يطرق أو يغادي وكل ذخيرة لا بد يوما * ولو بقيت تصير إلى نفاد يعز علي ان نغدو جميعا * وتصبح ثاويا رهنا بواد فلو فوديت من حدث المنايا * وقيتك بالطريف وبالتلاد لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي والبيت الأخير من معجم البلدان وفي الأغاني أيضا بسنده ان كثيرا كان ينسب بعزة فغضب لذلك بنو جدي فقعد له فتية منهم ليلا فأوثقوه وأدخلوه جيفة حمار وأوثقوا بطن الحمار فاجتاز به خندق الأسدي فأخرجه وألحقه ببلاده وروى صاحب الأغاني ما يدل على أنه كان كيسانيا فروى بسنده عن أبي عبيدة قال خندق الأسدي هو الذي أدخل كثيرا في مذهب الخشبية والخشبية كما مر عند ذكرهم هم الذين جاءوا من العراق إلى مكة لتخليص بني هاشم لما أراد ابن الزبير احراقهم ان لم يبايعوا وبأيديهم الخشب تحرجا من إشهار السلاح في الحرم فسموا بذلك ومن الغريب ما رواه بعض المعاصرين في بعض المجلات عن السيد محمد الهندي النجفي العالم الشهير ان للمترجم كتاب التنصيص على علي بالخلافة وان فيه الحديث الذي روى مثله الطبري في التاريخ والتفسير لما انزل عليه وأنذر عشيرتك الأقربين والشأن في أنه كيف وصل هذا الكتاب إلى هذا العصر ولم يطلع عليه الا رجل واحد لا من المتقدمين ولا من المتأخرين فلم يذكر أصحاب الفهارس ولا أصحاب المكتبات في الشرق والغرب ولا ذكره المعاصر المتتبع في ذريعته وعصر خندق لم يكن بالعصر الذي توجه الناس إلى التأليف فالظاهر أنه وقع اشتباه في هذه الرواية من الراوي أو المروي عنه والله أعلم.
خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس وهو البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري أبو عبد الله ويقال أبو صالح.
توفي بالمدينة سنة 40 في قول الأكثر وعن المرزباني وابن قانع سنة 42 وعمره 74 سنة في قول جماعة وعن يحيى بن أبي بكر 71 وفي الاستيعاب 94 وعن تهذيب الأسماء عمره 94 مائة الا ست سنين قاله ابن منده وأبو نعيم الأصبهاني وابن عبد البر اه.
خوات في الخلاصة بتشديد الواو آخره مثناة فوقانين جبير بضم الجيم البرك في أسد الغابة بضم الباء الموحدة وفتح الراء قاله محمد بن نقطة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال بدري اه وهو من الصحابة مذكور في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وبعضهم جعله بدريا وبعضهم قال إنه خرج إلى بدر فأصابه في ساقه حجر فرد من الصفراء وضرب له بسهمه واجره وبذلك يجمع بين القولين في أنه بدري أم لا وفي الإصابة عن الواقدي وغيره انه شهد أحدا والمشاهد بعدها وفي الاستيعاب كان أحد فرسان رسول الله ص وهو راوي حديث ما اسكر كثيره فقليله حرام وصلاة الخوف اه. وفي أسد الغابة هو صاحب ذات النحيين وتضرب العرب المثل بها فتقول أشغل من ذات النحيين اه. وفي مجالس المؤمنين هو من الرواة عن أمير المؤمنين ع. وفي تهذيب التهذيب ذكره عبد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي رضي الله عنه من أهل بدر وقال العسكري شهد أحدا وما بعدها وكف بصره روى عن النبي ص أحاديث وعنه ابنه صالح وعبد الرحمن بن أبي ليلى وبسر بن سعيد وغيرهم اه. ومن الغريب عدم إشارة الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة إلى شهود صفين مع علي ع مع ذكر صاحب الإصابة ذلك في تهذيب التهذيب وروى الصدوق في الفقيه عن أبي بصير عن أحدهما ع في قول الله عز وجل كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر قال نزلت في خوات بن جبير الأنصاري وكان مع النبي ص في الخندق وهو صائم وأمسى على تلك الحال وكانوا قبل ان تنزل هذه الآية إذا نام أحدهم حرم عليه الطعام فجاء خوات إلى أهله حين امسى فقال هل عندكم طعام فقالوا لا تنم حتى نصنع لك طعاما فاتكى