فاتى بهم خنجر إلى المكلس لإثارة المتنية ونهض عباس باشا وسليمان باشا بالعسكر المصري قاصدين حمانا فلما وصلوا تجاه المكلس أطلق عليهم خنجر وأصحابه الرصاص فأرسل إليهم سليمان باشا فرقة الأرناؤط فتفرقوا وفر خنجر إلى جرد العاقورة وانضم إلى عزة باشا قائد الجيش العثماني فأرسله مع عمر بك لمحاربة الأمير مسعود الشهابي. وما برح الأمير خنجر مخلصا للدولة العثمانية ومنجدا للعسكر العثماني إلى أن تم اخراج إبراهيم باشا من سورية وذلك في سنة 1840 م 1257 ه فأنعمت عليه الدولة بحكم بعلبك والبقاع بعد الأمير حمد وبقي حاكما إلى سنة 1842 م 1259 ه فذهب بنو عمه إلى دمشق وأخرجوا أمرا بعزله. وفي سنة 1860 م 1277 ه حدثت الفتن بين الدروز فتوجه الأمير خنجر وأولاد عمه باتباعهم إلى زحلة وأنجدوا أهلها وحاربوا العريان قائد الدروز في ثعلبايا فهزموه ثم تجمع الدروز وزحفوا على زحلة بثمانية آلاف محارب فالتقاهم الامراء الحرافشة وأهلها وانتشب القتال بين الفريقين فانهزم الدروز ورجع الأمير خنجر إلى بعلبك. ثم نفي الأمير خنجر وجماعة من الامراء الحرافشة إلى جزيرة كريت اه.
خندف بن بكر البكري من بكر بن وائل كان مع أمير المؤمنين علي ع يوم صفين قال نصر وقتل ذا الكلاع الحميري في المعركة فجاء ابن ذي الكلاع فاستأذن الأشعث بن قيس في أخذ جثة أبيه فقال أخاف ان يتهمني علي فاطلبه من سعيد بن قيس فاستأذن معاوية أن يدخل عسكر علي يطلب أباه فقال إن عليا قد منع أن يدخل أحد منا إلى عسكره يخاف ان يفسد عليه جنده فأرسل إلى سعيد يستأذنه في ذلك فقال سعيد انا لا نمنعك من دخول العسكر ان أمير المؤمنين لا يبالي من دخل منكم إلى معسكره فدخل فوجده في الميسرة قد ربط رجله بطنب من اطناب بعض فساطيط العسكر فوقف على باب الفسطاط فقال السلام عليكم يا أهل البيت فقيل له وعليك السلام وكان معه عبد له اسود لم يكن معه غيره فقال أتأذنون لنا في طنب من اطناب فسطاطكم قالوا قد أذنا لكم ثم قالوا معذرة إلى ربنا عز وجل وإليكم اما انه لولا بغية علينا ما صنعنا به ما ترون فنزل ابنه إليه وكان من أعظم الناس خلقا وقد انتفخ شيئا فلم يستطيعا احتماله فقال ابنه هل من فتى معوان فخرج إليه خندف البكري فقال تنحوا فقال له ابن ذي الكلاع ومن يحمله إذا تنحينا قال يحمله الذي قتله فاحتمله خندف ثم رمى به على ظهر البغل ثم شده بالحبال فانطلقوا به وفي هذه القصة أمور تستلفت النظر أولا ان أمير المؤمنين عليا ع كان لا يمنع أهل الشام من اخذ قتلاهم ودفنهم في حين ان معاوية لم يأذن في دفن عبد الله بن بديل وأراد ان يمثل به لولا أن منع منه صديق له من أهل الشام بعد جدال مع معاوية ثانيا قول الأشعث أخاف ان يتهمني علي دال على انطوائه على النفاق وسوء نيته كاد المريب ثالثا قول معاوية أن عليا منع ان يدخل أحد منا إلى عسكره مع قول سعيد انه لا يمنع من ذلك دال على أن معاوية ما قصد بذلك الحقيقة بل أراد تقبيح حال علي عند قومه وخاف ان يفسدوا عليه بدخولهم عكس ما أظهره وكان أحب إليه ان لا يأخذوا قتلاهم فيدفنوها ليشتد غيظهم على علي رابعا ربط طنب البيت لرجل قتيل بدأ ينتفخ دليل على صدق ما قالته العرب ونحن أغلظ أكبادا من الإبل وعلى احتمالهم المصاعب خامسا وقوف ابن ذلك الرجل على باب بيتهم وتسليمه وقوله أتأذنون لنا في طنب الخ فيه من حسن التوسل والأدب في الطلب والبلاغة ما لا يخفي وكذلك قوله هل من فتى معوان سادسا اعتذارهم إلى الله واليهم حسن أدب وكرم خلق سابعا حمل خندف له وحده والقاؤه على ظهر البغل بعد ما عجز عنه اثنان دال على قوة وأيد عظيمين في خندف.
خندف بن زهير الأسدي روى الكليني في الكافي عن علي بن إبراهيم مسندا في حديث طويل ان أمير المؤمنين ع دعا كاتبه عبيد الله بن أبي رافع فقال ادخل علي عشرة من ثقاتي فقال سمهم لي يا أمير المؤمنين فسماهم وذكر خندف بن زهير الأسدي.
خندق الأسدي يأتي بعنوان خندق بن بدر أو ابن مرة.
أبو بدر خندق بن بدر أو ابن مرة الأسدي استشهد سنة 100 كما ذكره بعض المعاصرين في بعض المجلات ولم أره لغيره.
خندق بالقاف في جميع المواضع ويدل عليه شعر كثير الآتي. وفي الأغاني عن علي بن محمد النوفلي خندق بن مرة. وغيره يقول خندق بن بدر اه وفي شعر كثير الآتي ما يدل على أنه من أولاد مرة وكناه أبا بدر.
في الأغاني بسنده عن جماعة: كان خندق صديقا لكثير وكانا يقولان بالرجعة فاجتمعا بالموسم فتذاكرا التشيع فقال خندق لو وجدت من يضمن لي عيالي بعدي لوقفت بالموسم فذكرت فضل آل محمد ص وظلم الناس لهم وغصبهم إياهم على حقهم ودعوت إليهم فضمن كثير عياله فقام ففعل ذلك وقال أيها الناس انكم على غير حق قد تركتم أهل بيت نبيكم والحق لهم وهم الأئمة فوثب عليه الناس فضربوه ورموه حتى قتلوه ودفن بقنوني قال بعض المعاصرين في بعض المجلات قتل سنة 100 فترحم الباقر عليه وساءه مقتله اه فقال كثير يرثيه:
أصادرة حجاج كعب ومالك * على كل عجلى ضامر البطن محنق (1) بمرثية فيها ثناء محبر * لأزهر من أولاد مرة معرق كان أخاه في النوائب ملجئا * إلى علم من ركن قدس المنطق ينال رجال نفعه وهو منهم * بعيد كعيوق الثريا المعلق تقول ابنة الضمري مالك شاحبا * ولونك مصفر وان لم تخلق فقلت لها لا تعجبي من يمت له * أخ كأبي بدر وجدك يشفق وامر يهم للناس غب نتاجه * كفيت وكرب بالدواهي مطرق كشفت أبا بدر إذا القوم أحجموا * وعضت ملاقي أمرهم بالمخنق وخصم أبا بدر الد ألقمته * على مثل طعم الحنظل المتفلق جزى الله خيرا خندقا من مكافئ * وصاحب صدق ذي حفاظ ومصدق أقام قناة الود بيني وبينه * وفارقني عن شيمة لم ترنق حلفت على أن قد أجنتك حفرة * ببطن قنوني لو نعيش فنلتقي لألفيتني للود بعدك راعيا * على عهدنا إذ نحن لم نتفرق إذا ما غدا يهتز للمجد والندى * أشم كغصن البانة المتورق واني لجاز بالذي كان بيننا * بني أسد رهط ابن مرة خندق