الوجود وغير ذلك وما أحسن ما قاله ابن أبي الحديد في هذا الباب من أبيات:
من أنت يا رسطو ومن * أفلاط قبلك يا مبلد ما أنتم الا الفراش * رأى السراج وقد توقد فدنا فاحرق نفسه * ولو اهتدى رشدا لأبعد فلتخسأ الحكماء عن * حرم له الأملاك سجد اخباره في تتمة أمل الآمل للقزويني: يحكى أنه كان مارا في جهارباع بأصبهان فاستقبله أسد قد عتا على صاحبه وكر على رصدته فهرب الناس وبقي هو ماشيا فمر به الأسد ولم يلتفت إليه ولا التفت هو إلى الأسد. قال ومن طريف ما يحكى عنه ان الشاه سليمان أحب لقاءه وهو يأبى فقيل له انه يجئ أحيانا إلى البستان المعروف بهشت بهشت ثماني جنان وهو متصل بدار الشاه فامر حراس البستان أن يخبروه إذا جاء فجاء يوما وخرج الشاه من باب الحرم ودخل البستان فكان كلما قرب من المترجم مشى المترجم في طريق آخر حتى وصل إلى مكان لا مندوحة فيه فتلاقيا وجلسا يتحدثان ثم افترقا فامر الشاه بشئ من الطعام فوضع في صحفة من الذهب وغطي بغطاء من الذهب وأرسله إليه مع خادم وقال قل له هذا هدية فان رد الوعائين فقل ليس من شاننا إذا أهدينا شيئا ان نأخذ الوعاء فأخذهما ثم عمل خبزا بالسمن والسكر ووضعه في الصحفة وأرسله مع خادمه إلى الشاه وقال قل له هذا هدية فان رد الوعائين فقل ليس من طريقتنا اخذ الوعاء ان أهدينا فيه شيئا فرد الشاه الوعائين ولم يقبلهما اه وفيما فعله مجال للانتقاد فإذا كان لا يريد لقاء الشاه فما معنى دخوله بستانه الخاص وإذا أهدى إليه الشاه في إنائين من ذهب فلم لم يكسرهما واستعمال أواني الذهب والفضة محرم.
مؤلفاته 1 الرسالة الموسومة بالأصول الآصفية صنفها باسم آصف ميرزا ذكرها القزويني في تتمة أمل الآمل وقال إنه ذكر فيها مسائل مهمة من الحكمة في أمهات المسائل 2 رسالة تطبيق ما ورد في الشرع من أمر المعاد في الشرع من أمر المعاد على صفات النفس وملكاتها وعلومها ذكرها القزويني أيضا كما مر 3 رسالة فارسية في تحقيق القول بالاشتراك اللفظي في وجوده وصفاته تعالى ذكرها صاحب الرياض 4 رسالة في اثبات الواجب فارسية رأينا منها نسخة مخطوطة في طهران تاريخ كتابتها 1186.
تلاميذه في الرياض قرأ عليه 1 المولى التنكابني الجيلاني المعروف بسراب المعاصر لصاحب الرياض 2 الحكيم محمد حسين القمي صاحب التفسير الفارسي الكبير 3 اخوه الحكيم محمد سعيد القمي الملقب حكيم كوجك لقمان والمعروف بالقاضي سعيد 4 الأمير محمد قوام الدين الرازي الأصفهاني صاحب عين الحكمة 5 المولى محمد شفيع الأصفهاني اه 6 محمد رفيع الزاهدي الشهير ببيرزاده.
أما مشايخه فلم يتيسر لنا الاطلاع عليهم.
المولى رجب علي الجيلاني الرشتي في تتمة أمل الآمل للقزويني كان من أهل الفضل.
الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي المعروف بالحافظ كان حيا سنة 813 وتوفي قريبا من هذا التاريخ.
والبرسي نسبة إلى برس في الرياض بضم الباء الموحدة وسكون الراء ثم السين المهملة قال ويظهر من القاموس أنه بضم الباء وفتحها وكسرها في القاموس قرية بين الكوفة والحلة وقيل برس جبل يسكن به أهله وعن مجمع البحرين قرية معروفة بالعراق ذكر ذلك في ذيل قوله في الخبر أحلى من ماء برس أي ماء الفرات لأنها واقعة على شفيره أو هو موضع بين البلدتين المذكورتين وضبطه بكسر الباء وكذا عن شرح المولى خليل القزويني على الكافي أقول الشائع على لسان أهل العراق اليوم بكسر الباء والظاهر أنه اسم قرية هي اليوم خراب كانت على ذلك الجبل وهذا الجبل اليوم على يمين الذاهب من النجف إلى كربلا وأهل العراق يسمونه برس ويضربون به المثل للشخص الذي أينما ذهبت وجدته فيقولون فلان مثل برس وهذا الجبل لعلوه وعدم وجود جبل سواه في تلك السهول أينما كنت تراه واصل الشيخ رجب من تلك القرية ثم سكن الحلة وليست النسبة إلى بروسا المدينة المعروفة في الأناضول لان المترجم لم يرها وفي الرياض قد يتوهم كون النسبة إليها وحكى عن الصدر الكبير الميرزا رفيع الدين محمد في رد شرعة التسمية للسيد الداماد أن كتاب مشارق أنوار اليقين في كشف أسرار حقايق أمير المؤمنين ع للشيخ الفاضل رضي الدين رجب بن محمد البروسي قال ولا شك ان البروسي نسبة إلى بلدة بروسا اه وكيف كان فكونه نسبة إلى بروسا غير صواب مع امكان كون الواو من زيادة النساخ.
والحافظ الظاهر أنه اشتهر به لكثرة حفظه وفي الرياض ذكر للحافظ عدة اطلاقات أحدها اصطلاح القراء وهو من حفظ القرآن عن ظهر القلب مع التجويد ثانيها اصطلاح المحدثين وهو من كان ضابطا لمائة ألف حديث متنا واسنادا ثالثها من صار له لقبا كالحافظ الشيرازي. وهذا يسميه العجم بالتخلص بان يطلق على نفسه في شعره لقبا فيشتهر به كالمجلسي وغيره. ويأتي في شعره اطلاق ذلك على نفسه مرارا كقوله: منوا على الحافظ من فضلكم والثلاثة لا تخلو من بعد ويبعد الأخير ان الرجل عربي بعيد عن اصطلاح العجم والظاهر كما ذكرنا أولا أن اطلاق ذلك عليه لكثرة حفظه فاشتهر به.
أقوال العلماء فيه في مسودة الكتاب كان فقيها محدثا حافظا أديبا شاعرا مصنفا في الاخبار وغيرها. وفي أمل الآمل الشيخ رجب الحافظ البرسي كان فاضلا شاعرا منشئا أديبا له كتاب مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين وله رسائل في التوحيد وغيره وفي كتابه إفراط وربما نسب إلى الغلو. وفي الرياض الشيخ الحافظ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي مولدا والحلي محتدا الفقيه المحدث الصوفي المعروف صاحب كتاب مشارق الأنوار المشهور وغيره كان من متأخري علماء الإمامية لكنه متقدم على الكفعمي صاحب المصباح وكان ماهرا في أكثر العلوم وله يد طولى في علم أسرار الحروف والأعداد ونحوها كما يظهر من تتبع مصنفاته وقد أبدع