سألته عن قوم من المحدثين، وقال أبو أحمد في الكنى سمع أبا عثمان عبد الرحمن بن عمرو البجلي وأبا وهب بن مسرح وكان من أثبت من أدركناه وأحسنهم حفظا يرجع إلى حسن المعرفة بالحديث والفقه والكلام وقد ذكره ابن عساكر في ترجمة معاوية فقال كان أبو عروبة غاليا في التشيع شديد الميل على بني أمية إلى أن قال وأبو عروبة فمن أين جاءه التشيع المفرط، نعم قد يكون ينال من ظلمة بني أمية كالوليد وغيره اه.
الحسين الأمير بن محمد الأكبر الثائر بن موسى الثاني عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب يقال لأبيه الثائر على أنه خرج بالمدينة في أيام المعتز ثم قال وأما الحسين الأمير ابن محمد الثائر فكانت في ولده الامارة بالحجاز ومقتضى وصفه له بالأمير انه كان قد تولى الامارة أيضا ولكنه قال إن أول من ملك مكة من بني موسى الجون أبو محمد جعفر بن الحسن أو الحسين المحترق بن أبي جعفر محمد الأمير بن محمد الثائر بن موسى الأكبر وذلك بعد سنة 340 الا أن تكون امارته في غير مكة.
الحسين بن محمد بن موسى بن هدية في الرياض من مشايخ النجاشي يروي عن جعفر بن محمد بن قولويه وقد يعبر عنه بالحسين بن هدية وتارة بالحسين بن موسى اختصارا فيظن التعدد وليس كذلك وفي بعض النسخ وقع الحسن بدل الحسين وفي بعضها احمد بدل محمد ولم أجد له ترجمة في كتب الرجال اه.
السلطان حسين كاركيا ابن السلطان محمد كاركيا بن ناصر بن الحسن المثني بن الحسن السبط ابن محمد المشهور بأمير سيد بن مهدي الحسيني العلوي سلطان كيلان وباقي النسب في ترجمة أحمد بن محمد بن مهدي قتل غيلة ليلة الخميس 5 رمضان سنة 911.
في مجالس المؤمنين انه في سنة 910 أظهر الخلاف على أخيه السلطان علي كاركيا بنواحي ديلمان وبعد قتل أخيه علي كما ذكر في ترجمته استقل بالسلطنة وبقي فيها سنة ونصفا ثم قتل غيلة بالتاريخ المذكور وتولى السلطنة بعده ولده السلطان أحمد بن حسين.
أبو الجواد الشيخ حسين بن محمد بن الحاج نجف علي التبريزي النجفي المعروف بالشيخ حسين نجف الكبير ولد سنة 1159 بتاريخ غلام حليم وتوفي سنة 1251 بتاريخ حللت حسين جنات النعيم بالنجف ودفن في الصحن الشريف عند الباب القبلي. وفي ديوان السيد محمد زيني أنه أرخ وفاة الشيخ حسين نجف بقوله من قصيدة:
فجاء لما جاء تاريخه * أحسن إذ حج وزار الحسين وهو يوافق سنة 1204 فكأنه غيره أو أنه تاريخ مجيئه من الحج.
وآل نجف أصلهم من تبريز، جاء جدهم نجف علي إلى العراق وسكن النجف وبقيت ذريته بها وهم بيت علم وفضل وتقوى وصلاح وزهد ونسك تغلب عليهم سلامة الضمير حتى صار يضرب بهم المثل في ذلك فيقال إذا صدر أمر عن أحد عن سلامة ضمير: رحم الله نجفا.
كان المترجم فقيها ناسكا زاهدا عابدا أديبا شاعرا أورع أهل زمانه وأتقاهم. كتب سبطه ابن بنته الشيخ محمد طه نجف شيخنا الفقيه المشهور رسالة في أحواله باستدعاء السيد ريحان الله بن جعفر الدارابي البروجردي نزيل طهران قال فيها: عين الأعيان ونادرة الزمان سلمان عصره كان مثلا في التقوى والصلاح وطهارة النفس وكان من أظهر أوصافه السكوت وإذا تكلم لم يتكلم الا بكلمة حكمة أو آية أو رواية وكان حاضر الجواب جدا قال له بعضهم: أرى بعينك حمارا بفتح الحاء يريد احمرارا فقال: وأنا أرى بها حمارا بكسر الحاء وكان يقول لمن يريد أن يستأجره على عبادة:
دعني أجس نبضك أي أختبر قراءتك ومعرفتك بأحكام العبادة فجاءه رجل فقرأ إياك نعبد وإياك نستعين بكسر النون من نستعين فقال له الشيخ نس فأعادها فقال له الشيخ نس نس أي اذهب عني مختفيا. وكان يقول قوله تعالى: ومنهم من يلمزك في الصدقات الآية هذا في ما مضى أما الآن فان أعطوا سخطوا وان لم يعطوا إذا هم يكفرون. وكان الشيخ عبد الحسين الحوايزاوي يفرع من صلاة الجماعة قبله فقيل له في ذلك فقال أ ما تدرون أن الحويزاوي يدرك قبل الشنبة والحويزاوي والشنبة نوعان من أنواع الأرز. وأعطى مرة رجلا علويا دراهم كاملة فجاءه بعد أيام وهو يظن أنه لم يعرف انها كاملة فقال له يا شيخنا انها انصاف فقال له الشيخ: يا سيد ما من أنصاف. وكتب إليه بعض علماء الأخبارية كتابا فيه هذين البيتان:
التتن شئ عبث * فيه كثير مفسده فمن رأى تحليله * عليه نار مؤصدة فكتب إليه الجواب فورا:
التتن شئ حسن * فيه كثير منفعه فمن رأى تحريمه * شدوا عليه برذعه وكان يأكل يوما مع الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء فسقط اللحم إلى جهة الشيخ جعفر فقال الشيخ جعفر عرف الخير أهله فتقدم فقال المترجم نبش الشيخ تحته فتهدم وحج مرة على طريق الشام ومكث في دمشق برهة فأضافوه وأكرموه وقالوا ان أهل العراق يأكلون الفاكهة قبل الطعام وأهل الشام يأكلونها بعده فماذا تأمرنا أنقدمها قبل الطعام أو بعده فقال إذا كانت المسألة محل خلاف فانا أعمل على الاحتياط آكلها قبل الطعام وبعده.
وكان يطيل في صلاته جدا حتى أحصى عليه سبعون تسبيحة في الركوع ومع ذلك كان الناس يتهافتون على الصلاة خلفه، وكان مسجده هو المسجد الجامع الأعظم وهو المعروف بمسجد الهندي وكان يمتلئ على سعته فربما جاء المصلي فلا يجد مكانا، وكان العلماء في المصلين أهل الصف الأول وكانت صلاة الجماعة في زمانه مختصة به وكان بجانب مسجده حمام قال له رجل من باب المطايبة: أنت تسمع حركة الاقدام على الطريق وأنت في الركوع فتطيل الركوع لأنك تظن أنهم يريدون الصلاة خلفك وانما هم ذاهبون إلى الحمام فقال: نعم أعلم ذلك ولكني أنتظرهم حتى يخرجوا من الحمام وقيل له لما وقع الطاعون وخرج أكثر الناس أ لا تخرج؟ فقال انظروا إلى هذه المأذنة فان خرجت خرجت وروى الرسالة المذكورة عن خاله الشيخ جواد نجف أن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء كان يقول: لو أن هذا الرجل في بلاد بعيدة عنا وتأتينا اخباره بما نشاهده فيه من صفات الكمال وانه يرضي الخالق والمخلوق لم أصدق بذلك لكن كيف اصنع بمن انا مصاحب له من المكتب إلى يومنا هذا.
قرأ على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وكان خصيصا به وجعله