دخل فحرك شفتيه بشئ لم افهمه فنظرت إلى المنصور فما شبهته الا بنار صب عليها الماء فخمدت واخذ بيده ورفعه على سريره ثم سأله عن حديث كان سمعه منه في صلة الأرحام فذكر له حديثا فقال ليس هذا فذكر آخر فقال ليس هذا فذكر ثالثا فقال ليس هذا فذكر رابعا فقال نعم هذا ودعا بالغالية فغلفه بيده وأعطاه أربعة آلاف دينار ودعا بدابته فقدمت إلى جانب السرير فركبها قال الربيع وعدوت بين يديه فقلت يا ابن رسول الله ان هذا الجبار يعرضني على السيف كل قليل ولقد دعا المسيب بن زهير فأعطاه سيفا وأمره بقتلك وأني رأيتك تحرك شفتيك بشئ لم افهمه فقال ليس هذا موضعه فرحت إليه عشيا فروى له عن أبيه عن جده أن رسول الله ص لما البت عليه اليهود وفزارة وغطفان جعل يدخل ويخرج وينظر إلى السماء ويقول ضيقي تتسعي ثم خرج في بعض الليل فإذا علي بن أبي طالب فقال يا أبا الحسن أما خشيت أن تقع عليك عين قال إني وهبت نفسي لله ولرسوله فخرجت حارسا للمسلمين فنزل جبرئيل ع فقال يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويقول لك قد رأيت موقف علي منذ الليلة وأهديت له من مكنون علمي كلمات لا يتعوذ بها عند كل شيطان مارد ولا سلطان جائر ولا حرق ولا غرق ولا هدم ولا ردم ولا سبع ضار ولا لص قاطع الا امنه الله من ذلك وهو أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام إلى آخر الدعاء قال الربيع والله لقد دعاني المنصور مرات يريد قتلي فأتعوذ بهذه الكلمات فيحول الله بينه وبين قتلي.
ومنها ما رواه ابن طاوس في مهج الدعوات أيضا عن محمد ابن الربيع الحاجب قال قعد المنصور في قصره في القبة الخضراء وكانت قبل قتل محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن تسمى الحمراء وكان له يوم يسمى يوم الذبح وكان قد اشخص جعفر بن محمد من المدينة فدعا الربيع ليلا وقال أئتني بجعفر بن محمد على الحال التي تجده فيها قال الربيع فقلت انا لله وإنا إليه راجعون هذا والله هو العطب إن اتيت به على ما أراه من غضبه قتله وذهبت الآخرة وان لم آته ذهبت الدنيا فمالت نفسي إلى الدنيا فبعث الربيع ولده محمدا قال فتسلقت عليه الدار فوجدته قائما يصلي وعليه قميص ومنديل قد ائتزر به فلما سلم قلت أجب أمير المؤمنين قال دعني أدعو والبس ثيابي قلت ليس إلى ذلك سبيل فأخرجته حافيا حاسرا في قميصه ومنديله فلما ان وقعت عين الربيع على جعفر وهو بتلك الحال بكى وكان الربيع يتشيع فقال له جعفر يا ربيع انا أعلم ميلك إلينا فدعني أصلي ركعتين وأدعو قال شأنك وما تشاء فصلى ركعتين خففهما ثم دعا بعدهما بدعاء لم افهمه فاخذ الربيع بدراعته فأدخله على المنصور فلما صار في صحن الايوان وقف ثم حرك شفتيه بشئ لم أدر ما هو ثم أدخلته فجعل المنصور يؤنبه بما لا حاجة إلى نقله وهو يعتذر فاطرق المنصور وكان على لبد وتحت لبده سيف ذو فقار فضرب يده إلى السيف فسل منه مقدار شبر وأخذ بمقبضه فقلت إنا لله ذهب والله الرجل ثم رد السيف وجعل يؤنبه أقبح تأنيب وهو يعتذر فانتضى من السيف ذراعا فقلت إنا لله ذهب الرجل وجعلت في نفسي انه ان امرني فيه بأمر إن أعصيه لأني ظننت انه يأمرني ان آخذ السيف فاضرب به جعفرا فقلت إن أمرني ضربت المنصور وان اتى ذلك علي وعلى ولدي وتبت إلى الله فأقبل يعاتبه وجعفر يعتذر ثم انتضى السيف كله الا يسيرا فقلت إنا لله مضى والله الرجل ثم أغمد السيف وأطرق ساعة ثم رفع رأسه وقال أظنك صادقا ودعا بالعيبة وكانت مملوءة غالية فقال ادخل يدك فيها وضعها في لحيته وقال لي أحمله على فاره من دوابي واعطه عشرة آلاف درهم وشيعه إلى منزله مكرما فخرجنا من عنده وانا مسرور فرح بسلامة جعفر ع ومتعجبا مما أراده المنصور وما صار إليه من أمره وسألته عن الذي دعا به عقيب الركعتين وما حرك به شفتيه في صحن الايوان فقال لي أما الأول فدعاء الكرب والشدائد وهو إلى آخر الدعاء وأما الثاني فدعاء رسول الله ص يوم الأحزاب وكان أمير المؤمنين ع يدعو به إذا أحزنه أمر وهو اللهم احرسني بعينك التي لا تنام إلى آخر الدعاء ثم قال لولا الخوف لدفعت إليك هذا المال ولكن قد كنت طلبت مني أرضي بالمدينة وأعطيتني بها عشرة آلاف دينار فلم أبعك وقد وهبتها لك قلت يا ابن رسول الله انما رغبتي في الدعاء الأول والثاني فإذا فعلت فهذا هو البر ولا حاجة لي الآن في الأرض فقال انا أهل بيت لا نرجع في معروفنا وكتب لي بعهد الأرض وأملى علي الدعائين قال الربيع فلما وجدت من المنصور خلوة وطيب نفس سألته عن سبب رضاه عنه بعد غضبه الشديد فأمره بالكتمان وهدده ان أذاع ثم قال يا ربيع كنت مصرا على قتل جعفر فلما هممت به في المرة الأولى تمثل لي رسول الله ص فإذا هو حائل بيني وبينه باسط كفيه حاسر عن ذراعيه قد عبس وقطب في وجهي فصرفت وجهي عنه ثم هممت به في المرة الثانية فإذا انا برسول الله ص قد قرب مني ودنا شديدا وهم بي أن لو فعلت لفعل ثم تجاسرت وقلت هذا بعض فعال فتمثل لي رسول الله ص باسطا ذراعيه قد تشمر واحمر وعبس وقطب حتى كاد يضع يده علي فخفت والله لو فعلت لفعل فكان مني ما رأيت، وهؤلاء من بني فاطمة لا يجهل حقهم الا جاهل لا حظ له في الشريعة اه.
وفيما تضمنته هذه الأخبار دلالة صريحة على تشيع الربيع وحسن عقيدته في الصادق ع.
ربيعة بن أبي عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي يأتي بعنوان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ.
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عم النبي ص يكنى أبا أروى توفي سنة 23 بالمدينة المنورة أمه في أسد الغابة عزة بنت قيس بن طريف من ولد الحارث بن فهر وهو أخو أبي سفيان بن الحارث وفيه وفي الاستيعاب كان أسن من عمه العباس بن عبد المطلب بسنتين وهو الذي قال فيه رسول الله ص يوم فتح مكة الا كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي وان أول دم أضعه دم ربيعة بن الحارث وذلك أنه قتل لربيعة بن الحارث ابن في الجاهلية يسمى آدم وقيل تمام فأبطل رسول الله ص الطلب به في الاسلام ولم يجعل لربيعة في ذلك تبعة وفي ذيل المذيل ص 24 انما قال النبي ص ان أول دم أضعه دم ربيعة بن الحارث وربيعة حي لان ذلك دم كان لربيعة الطلب به في الجاهلية وذلك أن ابنا لربيعة صغيرا كان مسترضعا في بني ليث بن بكر وكان بين هذيل وبين ليث بن بكر حرب فخرج ابن ربيعة بن الحارث وهو طفل يحبو أمام البيوت فرمته هذيل بحجر فأصابه الحجر فرضخ رأسه فجاء الاسلام قبل أن يثار ربيعة بن الحارث بدم ابنه فأبطل النبي ص الطلب بذلك الدم فلم يجعل لربيعة السبيل على قاتل ابنه فكان ذلك معنى وضع النبي ص دمه وهو ابطاله أن يكون له الطلب به لأنه كان من ذحول الجاهلية وقد هدم الاسلام الطلب بها قالوا ولم يحضر ربيعة بن الحارث بدرا مع المشركين كان غائبا بالشام ثم قدم بعد ذلك على رسول الله ص مهاجرا