الباء الموحدة بعدها ياء ساكنة وصاد مهملة.
قال النجاشي روى عن الرضا ع وله عنه كتاب الوجوه والنظائر وكتاب الناسخ والمنسوخ أخبرنا أحمد بن علي بن العباس حدثنا أبو الحسين بن إبراهيم بن ميسور الصائغ حدثنا علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة حدثنا دارم. وفي الخلاصة قال ابن الغضائري لا يؤنس بحديثه ولا يوثق به اه وقدح ابن الغضائري حاله معلوم وسيجئ في محمد بن عبد الله القلاعي مولى بني تميم أنه أخو دارم وذلك مما يشير إلى نباهة دارم ومعروفيته.
دارمية الحجونية الكنانية كانت من فضليات النساء راجحة العقل فصيحة اللسان قوية الحجة صادقة الولاء لعلي سيد الأوصياء وكانت سوداء اللون ولكن سيرتها بيضاء وثناءها وضاء ولها حكاية مع معاوية ظهرت بها فصاحتها وقوة حجتها ورجاحة عقلها وصدق ولائها وإشراق ثنائها. في العقد الفريد عن سهل بن أبي سهل التميمي عن أبيه قال حج معاوية فسال عن امرأة من بني كنانة كانت تنزل بالحجون يقال لها دارمية الحجونية وكانت سوداء كثيرة اللحم فأخبر بسلامتها فبعث إليها فجئ بها فقال ما جاء بك يا ابنة حام فقالت لست لحام ان عبتني انا امرأة من بني كنانة قال صدقت أتدرين لم بعثت إليك قالت لا يعلم الغيب الا الله قال بعثت إليك لأسألك علام أحببت عليا وأبغضتني وواليته وعاديتني قالت أوتعفيني قال لا أعفيك قالت أما إذا أبيت فاني أحببت عليا على عدله في الرعية وقسمه بالسوية وأبغضتك على قتالك من هو أولى منك بالامر وطلبتك ما ليس لك بحق وواليت عليا على ما عقد له رسول الله ص من الولاء وحبه المساكين واعظامه أهل الدين وعاديتك على سفكك الدماء وجورك في القضاء وحكمك بالهوى قال فلذلك انتفخ بطنك وعظم ثدياك وربت عجيزتك فقالت يا هذا بهند والله كان يضرب المثل في ذلك لا بي قال معاوية يا هذه اربعي فانا لم نقل الا خيرا انه إذا انتفخ بطن المرأة تم خلق ولدها وإذا عظم ثدياها تروي رضيعها وإذا عظمت عجيزتها رزن مجلسها فرجعت وسكتت قال لها يا هذه هل رأيت عليا قالت اي والله قال فكيف رأيته قالت رأيته والله لم يفتنه الملك الذي فتنك ولم تشغله النعمة التي شغلتك قال فهل سمعت كلامه قالت نعم والله فكان يجلو القلوب من العمى كما يجلو الزيت صدأ الطست قال صدقت فهل لك من حاجة قالت أوتفعل إذا سألتك قال نعم قالت تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها قال تصنعين بها ماذا قالت اغذوا بألبانها الصغار وأستحيي بها الكبار واكتسب بها المكارم وأصلح بها بين العشائر قال فان أعطيتك ذلك فهل أحل عندك محل علي بن أبي طالب قالت سبحان الله أو دونه فأنشأ معاوية يقول:
إذا لم أعد بالحلم مني عليكم * فمن ذا الذي بعدي يؤمل للحلم خذيها هنيئا واذكري فعل ماجد * جزاك على حرب العداوة بالسلم ثم قال اما والله لو كان علي حيا ما أعطاك منها شيئا قالت لا والله ولا وبرة واحدة من مال المسلمين قال المؤلف لما تم الامر لمعاوية جعل يبعث في طلب شيعة علي من الرجال والنساء فاستدعى ابن هاشم المرقال بعنف وشدة فأشار عليه عمرو بقتله ثم تخلص منه وأرسل إلى أبي الطفيل الكناني عامر واثلة وجرى بينهما حوار انتصر فيه عامر عليه وبعث زياد بن سمية إليه بحجر وأصحابه فقتلهم بمرج عذرا لما امتنعوا من البراءة من علي ع وأرسل إلى دارمية فجرى له معها ما سمعت وأرسل إلى غيرها من النساء فجرى له معهن ما ذكرناه في تراجمهن والذي يلوح لنا أنه يقصد بذلك اما اظهار الحلم عمن لا يجد عليه سبيلا أو يخاف من عاقبة الفتك به من انتفاض عشيرته أو غير ذلك واما احتمال ان يجد على المرسل إليه سبيلا بانتقاص أو زلة لسان أو تبكيت المرسل إليه لما يجد في نفسه من غيظ عليه ولكنه كان لا يفلح في ذلك فيكون التبكيت له وسوء الأحدوثة ولم يكن معاوية غبيا ولا غافلا عما سيجره إليه التعرض لهؤلاء ولكن الغيظ وشدة العداوة وحب الانتقام قد يغطي على البصيرة ثم هو في حواره مع دارمية يبتدئ خطابه لها بقوله ما جاء بك يا ابنة حام وهو الذي ارسل إليها وهي امرأة عربية فيقول لها أنت من ولد حام لأنها سوداء يعيرها بذلك وما العار الا في الافعال لا في الألوان وما الفخر الا بالفضل والعقل لا باللون والشكل وفي النطق بمثل هذا الكلام ما ليس بخاف ثم يسألها عن سبب حبها وولائها لعلي وبغضها وعدائها له وهو يعلم السبب في ذلك ويعلم ان في جوابها ما لا يرضيه ولكن الغيظ وشدة العداوة وحب الانتقام قد يغطي على النظر للعاقبة ثم يزيد ذلك فيقول لها لما لم يجد جوابا: فلذلك انتفخ بطنك الخ وفي هذا الجواب ما لا خفاء فيه من سقوط وانه ليس من جنس الحوار بين النبلاء فلم يعجزها الجواب بل اجابته بسهولة ان أمه كان يضرب بها المثل في ذلك فأراد ستر ما بدر منه من هذا الجواب بان ذلك ممدوح في المرأة لا مذموم وهيهات سبق السيف العذل ولما أعياه الاستخفاف بها عدل إلى نهج آخر وختم ذلك بالاحسان إليها تداركا لما صدر.
الدراحي يوصف به أعين بن ضيعة وجعفر بن عثمان وبحتات بن يزيد ودارم بن قبيصة وعباس وغيرهم.
الداري يوصف به جماعة منهم بدريل بن ورقاء وبر بن عبد الله وتميم بن أوس وجبلة بن مالك والحسين بن أحمد.
الداعي هو محمد بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب ع ويأتي الداعي الصغير والداعي الكبير.
السيد أبو الخير الداعي بن الرضا بن محمد العلوي الحسيني في فهرست منتجب الدين فاضل محدث واعظ له كتاب آثار الأبرار وأنوار الاخبار في الأحاديث أخبرنا السيد الأصيل المرتضى بن المجتبي بن محمد العلوي العمري عنه وفي مجموعة الشيخ محمد بن علي الجباعي تلميذ الشهيد الأول ومن أجداد الشيخ البهائي مثله سوى السند على عادته في نقل عين عبارة فهرست منتجب الدين بدون السند المذكور فيها إلى كتاب المترجم ان كان له كتاب ويفهم من سند منتجب الدين إلى كتابه أنه شيخ المرتضى بن المجتبي والمرتضى شيخ منتجب وقد ارخ اليافعي وفاة منتجب الدين بعد سنة 585 فإذا المترجم من علماء المائة الخامسة أو أوائل السادسة.