قال: كنت احمل الأموال التي تحصل في باب الوقف إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله فيقبضها مني فحملت إليه يوما شيئا من الأموال في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين فأمرني بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي فكنت أطالبه بالقبوض فشكا ذلك إلى أبي جعفر فأمرني ان لا أطالبه بالقبوض وقال كل ما وصل إلى أبي القاسم فقد وصل إلي فكنت احمل بعد ذلك الأموال إليه ولا أطالبه بالقبوض.
وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا مسندا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد المدائني قال: كان من رسمي إذا حملت المال الذي في يدي إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس سره ان أقول له ما لم يكن أحد يستقبله بمثله هذا المال ومبلغه كذا وكذا للامام فيقول لي نعم دعه فأراجعه فأقول له تقول لي انه للامام فيقول نعم للامام فصرت إليه آخر عهدي به ومعي أربعمائة دينار فقال لي امض بها إلى الحسين بن روح فتوقفت فقلت تقبضها أنت مني على الرسم فقال كالمنكر لقولي قم عافاك الله فادفعها إلى الحسين بن روح فلما بلغت بعض الطريق رجعت كالشاك فدققت الباب فخرج إلي الخادم فقلت استأذن لي فراجعني وهو منكر لقولي فقلت لا بد من لقائه فخرج وجلس على سرير ورجلاه فيهما نعلان تصف حسنهما وحسن رجليه فقال لي ما الذي جرأك على الرجوع فقلت لم أجسر على ما رسمته لي فقال وهو مغضب قم عافاك الله فقد أقمت أبا القاسم الحسين بن روح مقامي ونصبته منصبي فقلت بأمر الإمام فقال قم عافاك الله كما أقول لك فلم يكن عندي غير المبادرة فصرت إلى أبي القاسم بن روح وهو في دار ضيقة فعرفته ما جرى فسر به وشكر الله عز وجل ودفعت إليه الدنانير وما زلت احمل إليه كلما يحصل في يدي بعد ذلك وروى فيه باسناده عن جعفر بن أحمد بن متيل القمي انه كان لمحمد بن عثمان العمري من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس وأبو القاسم بن روح فيهم وكلهم كانوا أخص به من أبي القاسم بن روح حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة ينجزها على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية فلما كان وقت مضي أبي جعفر وقع الاختيار عليه وكانت الوصية إليه. ثم حكى عن جعفر بن محمد المدائني انه قال: قال مشايخنا كنا لا نشك انه ان كانت كائنة من أبي جعفر لا يقوم مقامه الا جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأيناه من الخصوصية به وكثرة وجوده في منزله حتى أنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاما الا ما أصلح في منزل جعفر وأبيه بسبب وقع له فلما وقع الاختيار على أبي القاسم سلموا ولم ينكروا وكانوا معه وبين يديه كما كانوا مع أبي جعفر رض ومنهم جعفر بن أحمد بن متيل. وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا عن أبي محمد هارون بن موسى قال: اخبرني أبو علي محمد بن همام رضي الله عنه وأرضاه ان أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمعنا قبل موته وكنا وجوه الشيعة وشيوخها فقال لنا ان حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت ان اجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعولوا في أمروكم عليه. وروى فيه أيضا بسنده عن جماعة من بني نوبخت ان أبا جعفر العمري لما اشتدت به حاله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة منهم أبو علي بن همام وأبو عبد الله بن محمد الكاتب وأبو عبد الله الباقطاني وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي وأبو عبد الله بن الوجناء وغيرهم من الوجوه الأكابر فدخلوا على أبي جعفر فقالوا له ان حدث امر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الامر والوكيل له والثقة الأمين فارجعوا إليه أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت أقول وكانت مدة سفارته بعد موت محمد بن عثمان نحوا من إحدى وعشرين أو اثنين وعشرين سنة قال ابن الأثير في حوادث 305 فيها في جمادى الأولى مات أبو جعفر محمد بن عثمان العمري رئيس الامامية وكان يدعي انه الباب إلى الإمام المنتظر وأوصى إلى أبي القاسم الحسين بن روح اه.
وفي لسان الميزان الحسين بن روح بن بحر (1) أبو القاسم أحد رؤساء الشيعة في خلافة المقتدر وله وقائع في ذلك مع الوزراء ثم قبض عليه وسجن في المطمورة وكان السبب في ذلك بياض في الأصل ومات سنة 326 (2) وقد افترى له الشيعة الإمامية حكايات وزعموا أن له كرامات وكشفات وزعموا أنه كان في زمانه الباب إلى المنتظر وانه كان كثير الجلالة في بغداد والعلم عند الله اه وسبب حبسه لم أظفر به في تاريخ ابن الأثير وفي غيبة الطوسي ما يشير إلى حبسه فإنه روى عن محمد بن الحسن بن جعفر ابن إسماعيل بن صالح الصيمري انه قال لما حبس الحسين بن روح انفذ من محبسه في دار المقتدر توقيعا في ذم الشلمغاني في ذي الحجة سنة 312 إلى أبي علي بن همام وأملاه أبو علي علي وعرفني ان أبا القاسم الحسين بن روح راجع في ترك اظهاره فإنه في يد القوم وحبسهم فامر باظهاره وان لا يخشى ويا من فتخلص وخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة اه ونسبته إلى الشيعة انها اقترت له حكايات: من باب المرء عدو ما جهل فهؤلاء كلما رأوا شيئا لم تألفه نفوسهم نسبوه إلى الافتراء ولا عجب فالأمم السالفة كانت كذلك كما حكاه الله تعالى عنها في الكتاب العزيز.
مؤلفاته له كتاب التأديب قال الشيخ في كتاب الغيبة ص 254: اخبرني الحسين بن عبيد الله عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي حدثني سلامة بن محمد قال انفذ الشيخ الحسين بن روح كتاب التأديب إلى قم وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شئ يخالفكم فكتبوا إليه انه كله صحيح وما فيه شئ يخالف الا قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من الطعام والطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع اه.
43: السيد حسين بن روح الله الحسيني الطبسي ثم الحيدرآبادي نزيل حيدر آباد الدكهن المتخلص باسان المعروف بصدر جهان في الرياض: فاضل جليل كان يسكن حيدرآباد من بلاد الهند إلى أن توفي بها وهو من المتأخرين رأيت من مؤلفاته ذخيرة الجنة في اعمال السنة والأدعية والآداب بالفارسية ألفه للسلطان إبراهيم قطبشاه ملك حيدرآباد الشيعي اه. وله الرسالة الصدرية في الصيد والذبائح ألفها للسلطان قطبشاه ذكر فيها أسماء الحيوانات والطيور والحشرات بالفارسية والعربية والتركية والدكهنية مرتبة على حروف المعجم وذكر حكم كل واحد منها وحكمته وفائدته الطبية وغيرها مع حكاية متعلقة به جيدة نافعة يروي بالإجازة عن الشيخ محمود بن محمد بن علي بن حمزة اللاهيجي تلميذ