عالما متكلما وكان ضريرا روى عن السيد المرتضى والشيخ الطوسي والنجاشي صاحب الرجال وروى عنه السيد أبو الرضا فضل الله الراوندي ومن في طبقته. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ذو الفقار بن محمد بن معبد المعروف بحميدان الحسني العلوي المروزي الضرير الواعظ قدم علينا دمشق قبل العشرين والخمسمائة وحضرت مجلس وعظه بها وأظهر الميل إلى الروافض وتعصب له جماعة منهم وهذا يدل على كثرة الشيعة بدمشق في عصر ابن عساكر وكان يروي الحديث على كرسيه بانساده عن نظام الملك فلم احفظ عنه شيئا وخرج عن دمشق بعد حدوث فتنة جرت وسكن الموصل وسمع عنه بها واستجيز لي منه واسند ابن عساكر عنه بسنده عن أبي برزة اتيت رسول الله ص فقلت علمني شيئا لعل الله ان ينفعني به فقال انظر ما يؤذي الناس فنحه عن الطريق اه ثم إن المعروف بحميدان هو احمد جد معبد لا معبد ففي العبارة نقص منه أو من النساخ.
وقال ابن حجر في لسان الميزان في حقه قال ج 2 ص 436 ذو الفقار بن محمد بن جعفر بن معبد بن الحسن بن أحمد الحسيني العلوي أبو الصمصام ذكره ابن السمعاني في الذيل فقال لقيته بالموصل فذكر انه ولد سنة 455 وطاف بالآفاق وذكر لي انه سمع الحديث من جماعة وحدثني عن نظام الملك وكان مسنا لقي كبار المشايخ وكان له ظاهر حسن وكلام حلو ولكني ذكرته لابن عساكر فأساء الثناء عليه وقال قدم علينا دمشق ووعظ وأظهر الزندقة قال أبو سعد وذكر لي ولد أبي الفرج انه مات سنة 536 اه فزاد في نسبه ابن جعفر عما مر وقد مر عن ابن عساكر في تاريخه انه أظهر الميل إلى الروافض وهنا ينقل عنه السمعاني انه قال له أظهر الزندقة فعلم من ذلك أن الزندقة التي نسب إليه اظهارها هي الميل إلى التشيع لأجداده الطاهرين وأولى ان يكون الميل عنها زندقة.
اما ما ذكره ابن عساكر هناك من أنه خرج عن دمشق بعد حدوث فتنة وسكن الموصل فما سببه الا العادة المشؤومة الممقوتة من التعصب بالباطل على محبي أهل البيت أحد الثقلين ومثل سفينة نوح وباب حطة الذي يثيره المنسوبون إلى العلم ويستعينون عليه بجهله العامة ويسميه ابن عساكر زندقة ثم يستجيزه من الموصل ويروي عنه بعد امتناعه أولا وهل هذا الا تناقض.
مشايخه علم مما مر أن له عدة مشايخ 1 السيد المرتضى 2 الشيخ الطوسي 3 النجاشي صاحب الرجال 4 الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحلواني تلميذ المرتضى 5 أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي 6 سلار بن العزيز الديلمي كما عن إجازة صاحب المعالم الكبيرة وفي الرياض يظهر من بعض المواضع انه يروي عن السيد المرتضى بالواسطة اه ويمكن روايته عنه تارة بالواسطة وأخرى بدونها.
تلاميذه 1 السيد فضل الله الراوندي 2 قطب الدين الرواندي 3 ابن شهرآشوب صاحب المناقب 4 الياس بن هشام الحائري.
في الروضات ان الياس بن هشام الحائري يروي عن الشيخ الطوسي بواسطة السيد عماد الدين أبي الصمصام ذي الفقار بن محمد بن معبد الحسني المروزي الذي يروي عنه السيد فضل الله بن علي الحسني والقطب الراوندي اه.
الأمير وجيه الدولة أبو المطاع ذو القرنين بن ناصر الدولة أبي المظفر حمدان بن ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي الحمداني توفي بمصر في صفر سنة 428 ذكرناه في باب الكنى في أبو المطاع لاحتمال كون ذو القرنين لقبه لا اسمه ثم وجدنا المترجمين كابن عساكر وابن خلكان وغيرهما ترجموه في حرف الذال فعلمنا ان اسمه ذو القرنين فأعدنا ذكره هنا وذكرنا ما لم يذكر هناك.
هو حفيد ناصر الدولة المشهور صاحب الموصل أخي سيف الدولة صاحب حلب. عن الأمير المختار المعروف بالمسبحي انه قال في تاريخ مصر: ورد من دمشق إلى مصر في خلافة الظاهر ابن الحاكم فولاه الإسكندرية وعملها وذلك في رجب سنة 414 فلبث بها سنة ثم عاد إلى دمشق وكان فاضلا شاعرا أديبا.
وقال ابن خلكان كان شاعرا ظريفا حسن السبك جميل المقاصد ولعبد العزيز بن نباته الشاعر المشهور في أبيه مدائح جمة وكان أبو المطاع قد وصل إلى مصر في أيام الظاهر.
وقال ابن عساكر في تاريخه: ذو القرنين بن ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان أبو المطاع التغلبي المعروف بوجيه الدولة الشاعر. وكان أديبا فاضلا شاعرا سائسا مدبرا ولي إمرة دمشق سنة إحدى أو اثنتين وأربعمائة ثم وليها وجيه الدولة بن حمدان سنة 12 ثم وليها بعده أبو المطاع ثم عزل منها ثم وليها مرة ثالثة سنة 15 وبقي إلى سنة 19.
وفي تاريخ ابن عساكر أيضا ج 6 ص 66 في ترجمة سحتكين المكي المعروف بشهاب الدولة قال ولي امرة دمشق في أيام الملقب بالظاهر بعد أبي المطاع بن حمدان في أمرته الثانية وكان ذلك سنة 413 فمات سنة 414 بعد ما وليها سنتين وأربعة أشهر ويومين ثم ولي بعده أبو المطاع ولايته الثالثة اه.
وفي معجم الأدباء ذو القرنين بن ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن عبد الله أبو المطاع بن حمدان التغلبي المعروف بوجيه الدولة كان أديبا فاضلا شاعرا ولي امرة دمشق سنة 412 ثم عزل ثم وليها سنة 415 وبقي إلى سنة 419 اه ولا يخفى ما في كلامهم من الخلل أولا ان وجيه الدولة هو ابن ناصر الدولة الثاني واسمه حمدان لا ابن ناصر الدولة الحسن أخي سيف الدولة بل حفيده وقد جعله ابن عساكر وتبعه ياقوت ابنه وكان الاشتباه حصل من تلقيب كل منهما بناصر الدولة ثانيا ان ما في تاريخ دمشق في امر ولايته دمشق وقع فيه اختلال وتشويش من الطابع ولعله لاختلال النسخة المنقول عنها ويدل على ذلك كلام ياقوت وكلام ابن عساكر نفسه المتقدم المذكور في ج 6 عن تاريخ دمشق ويستفاد من مجموع ذلك أن الصواب انه ولي إمرة دمشق سنة 401 أو 402 ثم عزل عنها ووليها غيره