عن أبي نصر البخاري فإذا أسقطنا 7 من 121 بقي 114 فإذا أضفنا 76 بلغت 190 وفي تهذيب التهذيب قرأت بخط الذهبي انه توفي في حدود 190 وله أكثر من 80 سنة اه وعن تقريب ابن حجر مات وله ثمانون سنة في حدود 190 وإذا كان له عند وفاته ثمانون سنة أو أكثر وقد ولد سنة 114 تكون وفاته سنة 194 أو أكثر وتاريخ مولده لم يذكره أحد صريحا والأقوال في تاريخ وفاته عدا ما ذكرناه لا تكاد تصح ففي عمدة الطالب انه توفي سنة 135 وهو المنقول عن مؤلف بحر الأنساب وسراج الدين المخزومي وقال السيد تاج الدين بن زهرة في غاية الاختصار مات سنة 134 وفي عمدة الطالب قيل مات سنة 140 قال أبو نصر البخاري وهو الصحيح اه. وعن الميرزا حسين النوري المعاصر انه اختار في الحكاية 93 من الباب السابع من كتابه النجم الثاقب انه توفي سنة 125 لكنه في خاتمة المستدركات قال إنه توفي سنة 135 ويدل على بطلان هذه الأقوال ما سيأتي في اخباره عن ابن الأثير في حوادث سنة 145 انه كان في عسكر محمد بن عبد الله والله أعلم كم بقي بعد ذلك ويدل على بطلانها أيضا انه إذا كانت وفاة أبيه حدود 120 ووفاته هو سنة 135 أو 34 أو 25 أو 45 وعمره عند وفاة أبيه 7 سنين يكون عمره 20 سنة أو 19 أو 10 سنين أو 30 سنة لا 76 والحاصل انه لا يمكن الجمع بين تاريخ وفاة أبيه ومدة عمره عند وفاة أبيه ومدة عمره هو وبين أحد هذه الأقوال الأربعة فلا بد ان يكون واحد من هذه الأمور خطا والا فالصواب في وفاته ما ذكرناه موافقا لما قاله الذهبي وابن حجر. وذكر الفاضل السيد محمد علي المعروف بهبة الدين الشهرستاني المعاصر في رسالته في أحوال ذي الدمعة عدة وجوه لبطلان ان وفاته سنة 135 منها انهم ذكروا انه زوج ابنته من المهدي العباسي والمهدي توفي سنة 169 عن 43 سنة فتكون ولادته سنة 127 فلو كان ذو الدمعة توفي سنة 135 وقد زوجه ابنته سنة وفاة ذي الدمعة على الأكثر لكان قد زوجه إياها وعمر المهدي تسع سنين ومنها ان أخاه يحيى كان أكبر ولد أبيه وقتل سنة 125 وعمره 18 سنة فلو كانت وفاة الحسين سنة 135 مع أنه عمر 76 سنة لكان عمره عند قتل أخيه 66 سنة فكيف يكون يحيى أكبر منه ومنها انه إذا كان عمره 76 سنة وقتله سنة 135 يلزم ان يكون أكبر من أبيه بخمس وثلاثين سنة لأن أباه قتل حدود 121 عن 43 سنة ومنها روايته عن الكاظم ع المولود سنة 129 فلو كانت وفاة الحسين سنة 135 لزم ان يكون روى عنه وعمر الكاظم 6 سنين ومنها رواية أصحاب الرضا والجواد ع عنه المتأخرة أعصارهم كمحمد بن أبي عمير المتوفى سنة 217 ممن أدركوا عصر الكاظم ع المتوفي 183 ولم يرووا عنه ولم يدركوا عصر الصادق ع المتوفى سنة 148 فكيف أدركوا ذا الدمعة لو كانت وفاته 135 أمه أم ولد.
كنيته في عمدة الطالب ومقاتل الطالبيين يكني أبا عبد الله وكذا كناه غير واحد من النسابين والمؤرخين وغيرهم فيكون أبوه قد سماه باسم جده وكناه بكنيته ولكن عن كتاب بحر الأنساب وجملة من كتب الأنساب انه يكنى أبا عاتقة ومثله عن كتاب النجم الثاقب للنوري وعن بعض أبو عاتكة وهي كنية متروكة.
لقبه يلقب ذا الدمعة وذا العبرة لكثرة بكائه حتى أضر في آخر عمره في مقاتل الطالبيين حدثني علي بن العباس حدثنا عباد بن يعقوب قال كان الحسين بن زيد يلقب ذا الدمعة لكثرة بكائه. حدثني علي بن أحمد بن حاتم حدثنا الحسن بن عبد الواحد حدثنا يحيى بن حسين بن زيد قال قالت أمي لأبي ما أكثر بكاءك فقال وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من البكاء يعني السهمين الذين قاتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى اه اما النار فالظاهر أنه أراد بها نار الآخرة التي يبكي من خوفها ويحتمل ان يريد النار التي أحرق بها جسد أبيه. وفي مستدركات الوسائل انما لقب بذي الدمعة لبكائه في تهجده في صلاة الليل وقال غيره سمي بذي العبرة لكثرة بكائه في تهجده وعند صلاته في الليل والنهار.
أقوال العلماء فيه يستفاد من مجموع كلام من ترجمه انه كان عالما ورث علما جما من ابن عمه الإمام جعفر الصادق ع محدثا مؤلفا نسابة زاهدا عابدا خاشعا ثقة ورعا جليلا شيخ أهله وكريم قومه. من رجال بني هاشم لسانا وبيانا وعلما وفضلا ونفسا وجمالا وزهدا وإحاطة بالنسب.
في عمدة الطالب: الحسين ذو الدمعة وذو العبرة ويكنى أبا عبد الله وأمه أم ولد وعمي في آخر عمره وزوج ابنته من المهدي محمد بن المنصور العباسي وهو من أصحاب الصادق جعفر بن محمد قتل أبوه وهو صغير فرباه جعفر بن محمد وقال النجاشي: الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو عبد الله يلقب ذا الدمعة كان أبو عبد الله ع تبناه ورباه وزوجه بنت الأرقط، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع. وفي مستدركات الوسائل: رباه الصادق ع فأورثه علما جما وكان زاهدا اه وكفى في فضله تربية الصادق ع له وتبنيه إياه وايراثه إياه علما جما، وللصدوق في الفقيه طريق إليه هكذا محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي عمير عنه ورجال السند من الاجلاء.
وفي الفهرست: الحسين بن زيد له كتاب وذكره الشيخ فيه رجاله في أصحاب الصادق ع فقال الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أبو عبد الله مدني. وفي التعليقة: روى النص على الاثني عشر عن الصادق عن الرسول ص ويروي عن الحسين بن زيد صفوان بن يحيى وفيه أشار بوثاقته ويكفي له تبني الصادق أيا وتربيته بل هذا غاية المدح اه وفي المستدركات عن رياض العلماء ولم أجده في نسختين منه يروي عنه غير ابن أبي عمير صفوان ويونس بن عبد الرحمن وابان بن عثمان وذكر محل روايتهما عنه من الكافي وخلف بن حماد وعلي بن أسباط وغيرهم قال فلا مجال للتأمل في وثاقته وذلك لرواية هؤلاء الاجلاء عنه وفيهم من أصحاب الاجماع وعن كتاب عيون الرجال: الحسين بن زيد بن علي ثقة جليل روى عن الصادق والكاظم ع. وعن مشجر نسب العبيدلي: الحسين بن زيد الشهيد محدث جليل ورع. وعن بعضهم انه أحد المصنفين الأربعمائة وعن ابن عقدة انه ذكر اسمه في أصحاب الصادق المعظمين. وفي كتاب غاية الاختصار: ومن أعاظمهم اي بني زيد الشهيد الحسين ذو الدمعة لكثرة بكائه كان سيدا جليلا شيخ أهله وكريم قومه وكان من رجال بني هاشم لسانا وبيانا وعلما وزهدا وفضلا وإحاطة بالنسب روى عن الصادق جعفر بن محمد ع. وعن الشريف عز الدين إسماعيل بن الحسين الديباجي المروزي المتوفى بعد سنة 614 في كتابه الفخري: الحسين بن زيد ذو الدمعة أو العبرة العالم المحدث