ابن أسلم مولى رسول الله ص وكتب معه كتابين على نسخة واحدة إلى أبي عبد الله جعفر الصادق والى عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي يدعو كل واحد منهما إلى الشخوص إليه فاما الصادق ع فلقيه الرسول ليلا فاعلمه انه رسول أبي سلمة ودفع إليه كتابه فقال له أبو عبد الله وما انا وأبو سلمة وهو شيعة لغيري فقال له اني رسول فتقرأ كتابه وتجيبه بما رأيت فوضع كتاب أبي سلمة على السراج حتى احترق وقال عرف صاحبك بما رأيت وتمثل بقول الكميت:
فيا موقدا نارا لغيرك ضوؤها * ويا حاطبا في غير حبلك تحطب فخرج الرسول من عنده واتى عبد الله بن الحسن فقرأ الكتاب وابتهج وجاء في غد ذلك اليوم إلى منزل أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق وكان أبو عبد الله أسن من عبد الله فقال يا أبا محمد امر ما اتى بك قال نعم هو هو أجل من أن يوصف هذا كتاب أبي سلمة يدعوني وقد قدمت عليه شيعتنا من أهل خراسان فقال ومتى كان أهل خراسان شيعة لك أنت بعثت أبا مسلم إلى خراسان وأنت امرته بلبس السواد وهؤلاء الذين قدموا العراق أنت كنت سبب قدومهم وهل تعرف أحدا منهم فنازعه عبد الله الكلام إلى أن قال انما يريد القوم ابني محمدا لأنه مهدي هذه الأمة فقال أبو عبد الله والله ما هو مهدي هذه الأمة ولئن شهر نفسه ليقتلن فقال عبد الله والله ما يمنعك من ذلك الا الحسد فقال أبو عبد الله والله ما هذا الا نصح مني لك ولقد كتب إلي أبو سلمة بمثل ما كتب به إليك فأحرقت كتابه قبل ان اقرأه فانصرف عبد الله مغضبا ولم يصل رسول أبي سلمة إليه حتى بويع السفاح بالخلافة وذلك أن أبا حميد الطوسي محمد بن إبراهيم الحميري. اتى من حمام أعين محل عسكر أبي سلمة ودخل الكوفة فلقي في سوق الكناسة خادما لإبراهيم الامام اسمه سابق فسأله عن إبراهيم الامام فقال قتله مروان في الحبس وأوصى إلى أخيه أبي العباس قال وأين هو قال معك بالكوفة هو وأخوه وعمومته وجماعة من أهل بيته فقال منذ متى هم هنا قال من شهرين قال فامض بي إليهم قال الموعد بيني وبينك غدا في هذا الموضع وكره سابق ان يدخله عليهم الا باذنهم فأخبر أبا العباس بذلك فلامه إذ لم يأت به معه إليهم ورجع أبو حميد إلى أبي الجهم فأخبره وهو في عسكر أبي سلمة في حمام أعين فأمره ان يلطف للقائهم فرجع أبو حميد من الغد فادخله سابق على أبي العباس وأهل بيته فسال عن الخليفة فقال داود بن علي هذا امامكم وخليفتكم وأشار إلى أبي العباس فسلم عليه بالخلافة وقبل يديه ورجليه وعزاه بإبراهيم ورجع إلى أبي الجهم فأخبره عن منزلهم وان الامام ارسل إلى أبي سلمة يسأله مائة دينار يعطيها الجمال كراء الجمال التي حملتهم فلم يفعل فبعثوا إلى الامام بمائتي دينار وذهب جماعة منهم إلى الامام فيهم أبو الجهم وأبو حميد وموسى بن كعب وبلغ ذلك أبا سلمة فسال عنهم فقيل دخلوا الكوفة في حاجة ودخل القوم على أبي العباس فسلموا عليه بالخلافة وعزوه بإبراهيم ورجع موسى بن كعب وأبو الجهم وأمر أبو الجهم الباقين فتخلفوا عند الامام فأرسل أبو سلمة إلى أبي الجهم أين كنت قال ركبت إلى امامي فركب أبو سلمة إلى الامام فأرسل أبو الجهم إلى أبي حميد ان أبا سلمة قد اتاكم فلا يدخلن على الامام الا وحده فلما انتهى إليهم أبو سلمة منعوه ان يدخل معه أحد فدخل وحده فسلم بالخلافة على أبي العباس فقال له أبو حميد على رغم انفك يا ماص بظر أمه فقال له أبو العباس مه وامر أبا سلمة بالعودة إلى معسكره فعاد ثم خرج أبو العباس فعسكر بحمام أعين في عسكر أبي سلمة ونزل معه في حجرته بينهما ستر وأقام أبو العباس أشهرا في العسكر ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية بقرب الكوفة قال الطبري وابن الأثير: وكان تنكر لأبي سلمة حتى عرف ذلك وكتب السفاح إلى أبي مسلم يعلمه رأيه في أبي سلمة وما كان هم به من الغش فكتب إليه أبو مسلم ان كان أمير المؤمنين اطلع على ذلك منه فليقتله فقال داود بن علي السفاح لا تفعل فيحتج بها أبو مسلم عليك وأهل خراسان الذين معك أصحابه ولكن اكتب إليه فليبعث إليه من يقتله فكتب إليه فبعث أبو مسلم مرار بن انس الضبي لقتله فقدم على السفاح واعلمه بسبب قدومه فامر السفاح فنودي ان أمير المؤمنين قد رضي عن أبي سلمة ودعاه فكساه ثم دخل عليه بعد ذلك ليلة فلم يزل عنده حتى ذهب عامة الليل ثم انصرف إلى منزله وحده فعرض له مرار بن انس ومن معه فقتلوه وقالوا قتله الخوارج ثم اخرج من الغد فصلى عليه يحيى بن محمد بن علي ودفن بالمدينة الهاشمية ثم إن أبا مسلم وجه محمد بن الأشعث على فارس وأمره بقتل عمال أبي سلمة ففعل ثم إن المنصور قتل أبا مسلم بعد ذلك هذه رواية الطبري وابن الأثير، ولكن المسعودي قال كان في نفس أبي العباس منه شئ لأنه كان حاول رد الامر عنهم إلى غيرهم فكتب أبو مسلم إلى السفاح يشير عليه بقتله ويقول له قد أحل الله لك دمه لأنه نكث وغير وبدل فقال السفاح ما كنت لأفتتح دولتي بقتل رجل من شيعتي لا سيما مثل أبي سلمة وهو صاحب هذه الدعوة وقد عرض نفسه وبذل مهجته وأنفق ماله وناصح إمامه وجاهد عدوه وكلمه أبو جعفر اخوه وداود بن علي عمه في ذلك وكان أبو مسلم كتب إليهما ان يشيرا على السفاح بقتله فقال ما كتب لأفسد كثير احسانه بزلة كانت منه فقالا فينبغي ان تحترس منه فانا لا نأمنه عليك فقال كلا اني لآمنه في ليلي ونهاري وسري وجهري ووحدتي وجماعتي فلما بلغ ذلك أبا مسلم أكبره وأعظمه وخاف من أبي سلمة ان يقصده بالمكروه فوجه جماعة من ثقات أصحابه لقتل أبي سلمة وكان أبو العباس يأنس بأبي سلمة ويسمر عنده وكان أبو سلمة فكها ممتعا أديبا عالما بالسياسة والتدبير فانصرف ليلة من عند السفاح من مدينته بالأنبار وليس معه أحد فوثب عليه أصحاب أبي مسلم فقتلوه فلما اتصل خبره بالسفاح أنشأ يقول:
إلى النار فليذهب ومن كان مثله * على أي شئ فاتنا منه ناسف وكان يدعى وزير آل محمد فلما قتل غيلة قال في ذلك الشاعر من أبيات:
ان المساءة قد تسر وربما * كان السرور بما كرهت جديرا ان الوزير وزير آل محمد * أودي فمن يشنأك كان وزيرا اه. وينبغي ان يكون الشطر الأول: ان المسرة قد تسوء وربما ولا يبعد ان يكون الصواب هو الرواية الأولى ويؤيده البيت الذي أنشده السفاح لما بلغه قتله ثم إن في الرواية الأولى انه قتل بالهاشمية وفي الثانية في الأنبار. ثم إن أبا مسلم وجه محمد بن الأشعث على فارس وأمره بقتل عمال أبي سلمة ففعل ثم إن المنصور قتل أبا مسلم وهكذا تكون عاقبة الظلمة واتباعهم.
605: حفص بن سوقة العمري مولى عمرو بن حريث المخزومي.
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكره أبو العباس بن نوح في رجالهما اي الصادق والكاظم وأخواه زياد ومحمد ابنا سوقة أكثر منه رواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع ثقات ثم ذكر روايتين لهما تأتيان في ترجمتهما انش وقال له كتاب رواه أحمد بن