عشائر من اللوريين والبختياريين لا يقل عددهم عن مائة ألف مسلح فأثار الشيخ ثائرتهم لكن كان رضا خان البهلوي ممن لا تغمز قناتهم فأرسل جيشا من طريق شيراز إلى بهبهان جنوب خوزستان فجرت هناك مناوشات بين جنود الدولة واعراب الشيخ خزعل وفرسان البختياريين كان النصر فيها لجنود الدولة وخرجت جيوش أخرى من خرم آباد ليدخلوا من شمالي خوزستان فأذعن خزعل حينئذ وسلم وحضر امام قائد الجيش وطلب العفو فاظهر رضا خان العفو عنه بعد ما أحرق قصره الجميل.
هذا ما كتبه المراسل ولكن البهلوي أضمر في نفسه القضاء على خزعل فبعد ان نودي به ملكا على إيران احتال على خزعل فأرسل في سنة 1344 مركبا صغيرا حربيا فيه أربعون جنديا فارسي على ميناء المحمرة وخرج أميره إلى البر واجتمع بخزعل وأظهر انه جاء للتمرن ثم عاد إلى المركب ثم خرج إلى البر ودعا الشيخ خزعل إلى العشاء واحياء ليلة ساهرة على ظهر المركب بعد ما أناره بالكهرباء وزينه بأنواع الزينة فاغتر خزعل بذلك ولم يقع في هنه ان أربعين جنديا يجسرون ان يقبضوا عليه وعنده مئات الألوف من حاملي البنادق فأجاب إلى ذلك ومضى إلى المركب وقضى ليلته في اللهو والطرب ثم عاد إلى قصره ولم يعرض له أحد لتزداد طمأنينته وبعد أيام دعاه أمير المركب مرة ثانية لمثل ما دعاه إليه أولا وقد طابت له الليلة الأولى فأجاب مسرعا فلما صار على ظهر المركب أقلع به إلى ميناء شوشتر فلما خرج إلى البر أخبروه انه ذاهب إلى طهران فليبعث لأهله ان يوافوه بما يريد ودخل أولئك الأربعون جنديا مع قائدهم المحمرة وضبطوها ولم ينتطح في ذلك عنزان سوى انه نهب شئ يسير من السوق وأخذ خزعل إلى طهران وعين في المحمرة وجميع مقاطعة الأهواز حاكم إيراني وانقرضت امارة ذرية الحاج جابر في تلك البلاد. وكان الإيرانيون عينوا في أول الأمر أحد أبناء خزعل خوفا من الفتنة فلما رأوا ان الأمور هادئة استبدوا بالحكم ولا يزال خزعل منفيا في طهران وحكم البلاد بيد الإيرانيين مباشرة بعد الاقطاع إلى يومنا هذا وقد مررنا بجانب القصر الذي عين لمنفاه في طهران عام 1353 ثم توفي بالتاريخ المتقدم.
وكان صديقنا الحاج محمد علي الشوشتري المعروف بالحاج رئيس بمنزلة الوزير عند خزعل والحاج محمد علي المذكور هو صاحب الخيرات الكثيرة في العراق من انشاء السقايات في الكاظمية وكربلاء والمشاركة في جلب الماء إلى النجف وكان بذل عشرين ألف روبية لجلب الماء في نهر إلى النجف وسلم المال إلى الحكومة العراقية وشرعت في العمل ثم تبين انه لا يكفي فاستعاد المال أكثره وشارك في جلبه بالآلة الرافعة إلى النجف وكان في ذلك الوقت كل اثنتي عشرة روبية بليرة عثمانية ذهبا وكذلك صديقنا ولده الحاج مشير كان من مقربي الشيخ خزعل خان. وصنف الشيخ خزعل كتابا في أحوال أسرته وطبعه ولم يتفق لنا الوقوف عليه. ونقل لنا عنه هذان البيتان:
عجبت من شيخي ومن زهده * وذكره النار وأهوالها يعاف ان يشرب في فضة * ويسرق الفضة ان نالها وألف له الفاضل الأديب الشيخ عبد المجيد البصري البهبهاني الرياض الخزعلية كتاب أدبي أخلاقي طبع في جزئين كما نظم له العلوية المباركة وشرح ما نظمه فيه عبد المسيح الأنطاكي صاحب مجلة العمران في كتاب كبير يحتوي على قصيدة هائية.
خزيمة بن ثابت الخطمي الأنصاري الأوسي ذو الشهادتين.
استشهد مع علي أمير المؤمنين ع بصفين سنة 37 قال نصر انه قتل في وقعة الخميس وقال ابن إسحاق بعد قتل عمار بن ياسر.
خزيمة بضم الخاء الخطمي بفتح الخاء نسبة إلى بني خطمة حي من الأوس إحدى قبيلتي الأنصار الأوس والخزرج.
وفي الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة: سمي ذا الشهادتين لأن رسول الله ص جعل شهادته كشهادة رجلين. وفي الإصابة روى أبو يعلى عن انس افتخر الحيان الأوس والخزرج فقال الأوس منا من جعل رسول الله ص شهادته بشهادة رجلين.
كنيته في أسد الغابة والإصابة يكنى أبا عمارة وفي الاستيعاب في النسخة المطبوعة يكنى أبا عبادة ويوشك أن يكون تصحيفا من الناسخ والصواب عمارة.
نسبه في أسد الغابة هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس غيان قيل بفتح الغين المعجمة وتشديد المثناة التحتية وآخره نون وقيل بفتح العين المهملة وبالنونين وقيل بكسر العين المهملة وبالنونين والله أعلم اه وفي الإصابة الفاكه بالفاء وكسر الكاف وغياث بالمعجمة والتحتانية وقيل بالمهملة والنون وخطمة بفتح المعجمة وسكون المهملة واسمه عبد الله وجشم بضم الجيم وفتح المعجمة.
أمه كبشة بنت أوس من بني ساعدة.
خزيمة بن ثابت واحد أم اثنان قال ابن أبي الحديد: من غريب ما وقفت عليه من العصبية القبيحة أن أبا حيان التوحيدي قال في كتاب البصائر أن خزيمة بن ثابت المقتول مع علي ع بصفين ليس هو خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين بل آخر من الأنصار صحابي اسمه خزيمة بن ثابت وهذا خطا لأن كتب الحديث والنسب تنطق بأنه لم يكن في الصحابة من الأنصار ولا من غير الأنصار من اسمه خزيمة بن ثابت الا ذو الشهادتين وانما الهوى لا دواء له على أن الطبري صاحب التاريخ قد سبق أبا حيان بهذا القول ومن كتابه نقل أبو حيان والكتب الموضوعة لأسماء الصحابة تشهد بخلاف ما ذكراه ثم أي حاجة لناصري أمير المؤمنين ان يتكثروا بخزيمة وأبي الهيثم وعمار وغيرهم ولو انصف الناس هذا الرجل ورأوه بالعين الصحيحة لعلموا انه لو كان وحده وحاربه الناس كلهم أجمعون لكان على الحق وكانوا على الباطل اه وصاحب الإصابة بعد ما ذكر خذيمة بن ثابت بن الفاكه المترجم ذكر ترجمة ثانية فقال خزيمة بن ثابت الأنصاري آخر روى ابن عساكر في تاريخه من