كما أن الظاهر من عبارة حمدويه ان أبا خالد القماط كنية ليزيد بدليل قول الكشي في أول الكلام في أبي خالد القماط ثم نقله الرواية عن أبي خالد القماط ثم نقله قول حمدويه ان اسم أبي خالد القماط يزيد وخالد القماط لم يسبق له ذكر في كلامه حتى يقال ان اسم والده يزيد وفي التعليقة يمكن الجمع برجوع ضمير يكنى إلى يزيد لا إلى خالد وسيجئ عن الخلاصة والنجاشي في باب الياء ان يزيد يكنى أبا خالد أقول وهو خلاف الظاهر لان العادة رجوع الضمير في مثله إلى المذكور في أول العنوان وهو خالد على أن هذا ليس وجها آخر للجمع بل هو داخل فيما ذكره صاحب المنهج إذ بدونه لا يتم الجمع ويبقى التنافي وفي رجال ابن داود خالد بن زيد أبو خالد القماط ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع مهمل مع أن الذي ذكره الشيخ خالد بن يزيد لا خالد بن زيد.
التمييز في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف أبو خالد القماط برواية علي بن رئاب عنه.
خالد بن يزيد العكلي العكلي بضم العين المهملة وفتح الكاف نسبة إلى عكل أبي قبيلة قال النجاشي كوفي ثقة روى عن جعفر بن محمد ع له نوادر أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن نوح حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي حدثنا عبيد الله بن الفضل الطائي حدثنا موسى بن الحسن الوشاء حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني حدثنا أبو يزيد خالد بن يزيد العكلي بنوادره عن جعفر بن محمد ع.
التمييز يمكن تمييزه برواية عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني عنه الخالدي واحد الخالديين نسبة إلى الخالدية قرية من قرى الموصل وهما أبو بكر محمد وهو الأكبر وأبو عثمان سعيد وهو الأصغر ابنا هاشم كانا ينظمان الشعر سوية فتارة ينسب إليهما فيقال للخالديين وتارة ينسب إلى أحدهما بغير اسمه فيقال للخالدي فلا يدرى لأيهما وهو تارة ينسب إلى إحداهما باسمه ونحن نذكر هنا ما نسب إلى أحدهما بغير اسمه ثم ما نسب إليهما بغير اسمهما، ونذكر ما نسب إلى أحدهما باسمه كلا في بابه. في معاهد التنصيص نسبة هذه الأبيات إلى الخالدي ولا يدري أيهما هو:
وصبغ شقائق النعمان يحكي * يواقيتا نظمن على اقتران وأحيانا تشبهها خدودا * كساها الراح ثوبا أرجواني شقائق مثل اقداح ملاء * وخشخاش كفارغة القناني ولما غازلتنا الريح خلنا * بها جيشي وغى يتقاتلان وفي أعلام النبلاء عن ابن بطوطة في رحلته انه قال وفي قلعة حلب يقول الخالدي شاعر سيف الدولة:
وحرقاء قد تاهت على من يرومها * بمرقبها العالي وجانبها الصعب يجر عليها الجو جيب غمامة * ويلبسها عقدا بأنجمه الشهب إذ ما سرى برق بدت من خلاله * كما لاحت العذراء من حلل الحجب فكم من جنود قد أماتت بغصة * وذي سطوات قد أبانت على عقب وفيها يقول أيضا:
وقلعة عانق العيوق سافلها * وجاز منطقة الجوزاء عاليها لا تعرف القطر إذ كان الغمام لها * أرضا توطأ قطريه مواشيها إذا الغمامة راحت عاض ساكنها * حياضها قبل ان تهمي عواليها يعد من أنجم الأفلاك مرقبها * لو أنه كان يجري في مجاريها على ذرى شامخ وعرقد امتلأت * كبرا به وهو مملوء في خوافيها ردت مكايد أقوام مكايدها * وقصرت بدواهيهم دواهيها أوطأت همتك العلياء هامتها * لما جعلت العوالي من مراقيها فلم تقس بك خلقا في البرية إذ * رأت قسي الردى في كف باريها ومن قول السري الرفا يهجو الخالدي من قصيدة في أبي تغلب الحمداني كما في اليتيمة:
ولا بد ان أشكو إليك ظلامة * وغارة مغوار سجيته الغصب يخيل شعري انه قوم صالح * هلاكا وان الخالدي له سقب وله في الخالدي هجاء قبيح في أرجوزة نزهنا كتابنا عنه وله من قصيدة يهجو بها الخالدي وعلي بن العصب الملحي الشاعر وكان يتعصب للخالديين عليه:
شققت قذال الخالدي بمنطق * يشق من الأعداء كل قذال وناضلني الملحي عنه فأصبحت * جوارحه مجروحة بنبالي وقال ياقوت عند الكلام على جملة من الأديرة انه ذكرها الخالدي والظاهر أنه نقل ذلك عن كتاب الديارات للخالديين ولكنه عبر بالخالدي توسعا فقال عند الكلام على دير الثعالب ما لفظه ذكر الخالدي انه الدير الملاصق لقبر معروف الكرخي غربي بغداد والمشهور والمتعارف اليوم انه في كورة نهر عيسى على طريق صرصر بينه وبين بغداد ميلان أو أقل اه.
وقال عند الكلام على دير مران. قال الخالدي انه بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة وبناؤه بالجص وأكثر فرشه بالبلاط الملون وفي هيكله صورة عجيبة دقيقة المعاني اه. والتعبير بالخالدي هنا أيضا توسع وقال عند الكلام على دير مرجرجيس انه فوق بلد بينها وبين جزيرة ابن عمر وعلى جبل عال يبصره المتأمل من فراسخ كثيرة وعلى بابه شجرة لا ندري ما هي ثمرها شبه اللوز طيب الطعم وبها زرازير كثيرة لا تفارقها شتاء ولا صيفا ولا يقدر صياد على صيد طيره نهارا واما ليلا ففي جبله أفاعي لا يقدر أحد على السير فيه من أجلها قاله الخالدي اه.
الخالديان نسبة إلى الخالدية قرية قرب الموصل هما اخوان أحدهما اسمه أبو بكر محمد وهو الأكبر والثاني اسمه أبو عثمان سعيد وهو الأصغر ابنا هاشم ينظمان الشعر سوية ومنفردين ويؤلفان سوية وتأتي ترجمة كل منهما بانفراده في بابه إن شاء الله تعالى وانما نذكر هنا ما يتعلق بهما مما نسب إليهما باسم الخالديين من غير تصريح باسميهما.