الأول من ذلك الكتاب هذه العبارة: انها أيده الله تعالى قراءة وبحثا وشرحا واستشراحا الشيخ الامام نصير الدين موسى بن شرف الدين الحسين ابن المرحوم العود تغمده الله برحمته بمحمد وآله وذلك في عدة مجالس آخرها سادس عشر شهر رجب المرجب من سنة 761 أحسن الله تقضيها وكتب الفقير إلى الله تعالى محمد بن موسى بن الحسين بن العود عفا الله عنه بمحمد وآله الطاهرين اه. قال والظاهر منه ان المجيز والمجاز له أبناء عم وان والد المجاز له أيضا من العلماء ولا يبعد ان يكون أحدهما من أجداد ابن العودي المعروف تلميذ الشهيد الثاني فيكون هؤلاء من جبل عامل اه.
النقيب أبو أحمد الحسين بن موسى الأصغر يعرف بالأبرش ابن محمد الأعرج بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع والد الشريفين المرتضى والرضي.
ولد سنة 304 وتوفي ليلة السبت لخمس ليال بقين من جمادى الأولى سنة 400 عن 97 سنة والى ذلك يشير ولده الشريف الرضي بقوله في مرثيته له:
سبع وتسعون اهتبلن لك العدى * حتى مضوا وغبرت غير مذمم وذلك بعد أن أضر ووقف بعض املاكه على البر وصلى عليه ابنه الأكبر الشريف المرتضى وتوفي في ليلة مطيرة وأشار إلى ذلك مهيار في مرثيته ودفن أولا في داره ثم نقل إلى مشهد الحسين ع فدفن قريبا من قبر الحسين ع وورد الخبر بان البحر قد نقص ماؤه وقد أشار إلى ذلك أبو العلاء المعري في أثناء مرثيته له.
أقوال العلماء فيه في شرح النهج الحديدي كان جليل القدر عظيم المنزلة في دولة بني العباس ودولة بني بويه ولقب بالطاهر ذي المناقب وخاطبه بهاء الدولة أبو نصر بن بويه بالطاهر الأوحد وولي نقابة الطالبيين خمس دفعات ومات وهو متقلدها بعد أن حالفته الأمراض وذهب بصره وهو الذي كان السفير بين الخلفاء وبين الملوك من بني بويه والامراء من بني حمدان وغيرهم وكان مبارك الغرة ميمون النقيبة مهيبا نبيلا ما شرع في اصلاح امر فاسد الا وصلح على يديه وانتظم بحسن سفارته وبركة همته وحسن تدبيره ووساطته قال المؤلف وقد سفر عدة سفرات كان فيها الصلح على يديه كما يأتي في اخباره والى ذلك يشير الشريف الرضي بقوله من قصيدة:
وهذا أبي الأدنى الذي تعرفونه * مقدم فضل فيكم ومخلف مؤلف ما بين الملوك إذا هفوا * وأشفوا على حز الرقاب وأشرفوا قال ولاستعظام عضد الدولة امره وامتلاء صدره وعينه به حين قدم العراق قبض عليه وحمله إلى القلعة بفارس فلم يزل بها إلى أن مات عضد الدولة فاطلقه شرف الدولة أبو الفوارس شيرزيل بن عضد الدولة واستصحبه في جملته حيث قدم إلى بغداد وملك الحضرة هكذا يقول ابن أبي الحديد ولكن مجرد ذلك لا يوجب ان يعتقله عضد الدولة عند التأمل الصادق بل السبب الحقيقي لاعتقاله هو ميله أو الخوف من ميله إلى خصم عضد الدولة وهو بختيار من بني بويه وقد كانت بينه وبينه نسابة وقال عضد الدولة في بعض المناسبات ما معناه انا لم نغتفر إلى اعتقاله المترجم ويدل كلام صاحب ذيل تجارب الأمم على أن عضد الدولة كان قد صادر أملاكه لقوله ان شرف الدولة لما ملك أطلق الشريف أبا احمد الموسوي ورد عليه املاكه قال ولما توفي عضد الدولة ببغداد كان عمر الرضي أبي الحسن أربع عشرة سنة فكتب إلي أبيه وهو معتقل بالقلعة بشيراز:
أبلغا عني الحسين الوكا * ان ذا الطود بعد عهدك ساخا والشهاب الذي اصطليت لظاه * عكست ضوءه الخطوب فباخا والفنيق الذي تدرع طول * الأرض خوى به الردى فأناخا ان ترد مورد القذى وهو أرض * فيما يكرع الزلال النقاخا والعقاب الشغواء أسقطها النبق * وقد أرعت النجوم صماخا أعجلتها المنون عنا ولكن * خلقت في ديارنا أفراخا وعلى ذلك الزمان بهم عاد * غلاما من بعد ما كان شاخا وفي شرح النهج أيضا عند ذكر المفاخرة بين الأمويين والهاشميين ومن رجالنا النقيب أبو أحمد الحسين بن موسى شيخ بني هاشم الطالبيين والعباسيين في عصره ومن أطاعه الخلفاء والملوك في أقطار الأرض ورجعوا إلى قوله وفي عمدة الطالب هو النقيب الطاهر ذو المناقب كان نقيب نقباء الطالبيين ببغداد قال الشيخ أبو الحسن العمري هو اجل من وضع على رأسه الطيلسان وجر خلفه رمحا وأجل من جمع بينهما وكان قوي المنة شديد العصبية يتلاعب بالدول ويتجرأ على الأمور ولاه بهاء الدولة قضاء القضاة مضافا إلى النقابة فلم يمكنه القادر بالله وحج بالناس مرات أميرا على الموسم وعزل عن النقابة مرارا ثم أعيد إليها وأسن وأضر في آخر عمره وكان فيه مواساة لأهله قال أبو الحسن العمري حدثني الشريف أبو الوفاء محمد بن علي بن مسلطة البصري المعروف بابن الصوفي قال وكان أبو عم جدي لحا قال احتاج أبي أبو القاسم علي بن محمد وكانت معيشته لا تفي لعياله فخرج في متجر ببضاعة فلقي أبا احمد الموسوي ولم يقل أبو الوفاء أين لقيه فلما شكا له خف على قلبه وسأله عن حاله فتعرف بالعلوية والبصرية وقال خرجت في متجر فقال يكفيك من المتجر لقائي قال العمري فالذي استحسنت من هذه الحكاية قوله يكفيك من المتجر لقائي وكان لأبي احمد مع الملك عضد الدولة سير لأنه كان في حيز بختيار بن معز الدولة فقبض عضد الدولة عليه وحبسه في قلعة بفارس وولى على الطالبيين أبا الحسن علي بن أحمد العلوي العمري فبقي على النقابة أربع سنين فلما مات عضد الدولة خرج أبو الحسن إلى الموصل وأعيد الشريف أبو أحمد إلى النقابة اه. ووصفه صاحب أمل الآمل بالسيد الجليل وقال عظيم الشأن في العلم والدنيا والدين اثنى عليه أصحابنا وغيرهم من المحدثين والمؤرخين وفي الرياض العالم الفاضل الكامل المعروف بالشريف أبو أحمد الموسوي وقد تزوج بنت الناصر وكان نقيب النقباء ببغداد وسائر العراق وفي النجوم الزاهرة في اخبار مصر والقاهرة انه كان سيدا عظيما مطاعا وكانت هيبته أشد هيبته ومنزلته ارفع المنازل عند بهاء الدولة ولقبه بالطاهر الأوحدي ذي المناقب وكان فيه كل الخصال الحسنة الا انه كان رافضيا هو وأولاده على مذهب القوم اه. وما أحقه بقول القائل:
وعيرها الواشون اني أحبها * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها