والتارك القرن الكمي مجدلا * يوم الكريهة والقنا يتقصد وتراه يرفل في الحديد كأنه * ذو لبدة شثن البراثن أربد عم النبي محمد وصفيه * ورد الحمام فطاب ذاك المورد واتى المنية معلما في أسرة * نصروا النبي ومنهم المستشهد ولقد أخال بذاك هندا بشرت * لتميت داخل غصة لا تبرد مما صبحنا بالعقنقل قومها * يوما تغيب فيه عنها الأسعد وببئر بدر إذ يرد وجوههم * جبريل تحت لوائنا ومحمد حتى رأيت لدى النبي سراتهم * قسمين نقتل من نشاء ونطرد فأقام بالعطن المعطن منهم * سبعون عتبة منهم والأسود وأمية الجمحي قوم ميله * عضب بأيدي المؤمنين مهند فأتاك فل المشركين كأنهم * والخيل تنفثهم نعام شرد شتان من هو في جهنم ثاويا * ابدا ومن هو في الجنان مخلد قال ابن إسحاق وقال حسان بن ثابت أيضا يبكي حمزة بن عبد المطلب:
أتعرف الدار عفا رسمها * بعدك صوب المسبل الهاطل دع عنك دارا قد عفا رسمها * وابك على حمزة ذي النائل المالئ الشبرزي إذا أعصفت * غبراء في ذي الشيم الماحل والتارك القرن كذي لبدة * يعثر في ذي الخرص الذابل واللابس الخيل إذا أحجمت * كالليث في غابته الباسل ابيض في الذروة من هاشم * لم يمر دون الحق بالباطل مال شهيدا بين أسيافكم * شلت يدا وحشي من قاتل أظلمت الأرض لفقدانه * واسود نور القمر الناصل صلى عليه الله في جنة * عالية مكرمة الداخل كنا نرى حمزة حرزا لنا * في كل ما امر بنا نازل وكان في الاسلام ذا تدرء * يكفيك فقد القاعد الخاذل لا تفرحي يا هند واستجلبي * دمعا وإذري عبرة الثاكل وابكي على عتبة إذ قطه * بالسيف تحت الرهج الحائل إذ خر في مشيخة منكم * من كل عات قلبه جاهل أرداهم حمزة في أسرة * يمشون تحت الحلق الفاضل غداة جبريل وزير له * نعم وزير الفارس الحامل أشعار هند وجواباتها وهجاؤها روى محمد بن إسحاق في كتاب المغازي قال علت هند يومئذ صخرة مشرفة وصرخت بأعلى صوتها:
نحن جزيناكم بيوم بدر * والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي من صبر * ولا أخي وعمه وبكري شفيت نفسي وقضيت نذري * شفت وحشي غليل صدري فشكر وحشي على عمري * حتى ترم أعظمي في قبري قال فأجابتها هند بنت أثالة بن المطلب بن عبد مناف:
خزيت في بدر وغير بدر * يا بنت غدار عظيم الكفر أفحمك الله غداة الفخر * بالهاشميين الطوال الزهر بكل قطاع حسام يفري * حمزة ليثي وعلي صقري إذ رام شيب وأبوك قهري * فخضبا منه ضواحي النحر قال ومن الشعر الذي ارتجزت به هند بنت عتبة يوم أحد:
شفيت من حمزة نفسي بأحد * حين بقرت بطنه عن الكبد اذهب عني ذاك ما كنت أجد * من لوعة الحزن الشديد المعتمد والحرب تعلوكم بشؤبوب برد * نقدم اقداما عليكم كالأسد وروى الطبري في تاريخه ان حسان بن ثابت قال يهجو هندا:
أشرت لكاع وكان عادتها * لؤما إذا أشرت مع الكفر لعن الاله وزوجها معها * هند الهنود عظيمة البظر أخرجت مرقصة إلى أحد * في القوم مقتبة على بكر أخرجت ثائرة محاربة * بأبيك وابنك يوم ذي بدر وبعمك المتروك منجدلا * وأخيك منعفرين في الحفر ونسيت فاحشة اتيت بها * يا هند ويحك سبة الدهر فرجعت صاغرة بلا ترة * منا ظفرت بها ولا نصر زعم الولائد انها ولدت * ولدا صغيرا كان من عهر حمزة بن عبد الله الجعبري (1) وقع في طريق الصدوق في باب الصلاة في السفر من الفقيه حمزة بن عبد الله الطوسي في فهرست منتجب الدين فقيه ثقة حمزة بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المدني ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
حمزة بن عتبة بن أبي وقاص أخو هاشم المرقال كان مع علي ع بصفين قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: ارسل معاوية عمرو بن العاص في خيل عظيمة فلقيه حمزة بن عتبة فقاتله حمزة وجعل يطعن بالرمح ويقول: (2) ماذا يرجى من رئيس ملا * لست بفرار ولا زملا في قومه مستبدلا مدلا * قد سئم الحياة واستملا وكل أغراض له تملى وذلك عند غروب الشمس وقال حمزة أيضا:
دعاني عمرو للقاء فلم أقل * واني جواد لا يقال له هن (3) وولى على طرف يجوب بشكة * مقلصة أحشاؤه ليس ينثني فلو أدركته البيض تحت لوائه * لغودر مخذولا تعاوره القني عليه نجيع من دماء تنوشه * قشاعم شهب في السباسب تجتني فرجع عمرو إلى معاوية فحدثه فقال لقد لقيت اليوم رجلا خليقا ان تدوسه الخيل بسنابكها كدوس الحصرم وهو ضعيف الكيد شديد البطش