أمجلي العلم المشار لسبقه * في كل مضمار وفارسه الكمي حسد الزمان علاك إذ نازعته * شرف الخلود وهيبة المستعظم كل البلاد مآتم لك مأتم * ينهي التفجع والنواح لمأتم فكان يومك إذ تفجر عن بكا * يوم الحسين وقد تفجر عن دم ولدتهما الدنيا معا وتمخضت * حبلى الليالي فيهما عن توأم وأعاد يومك يومه فكأنما * اطلعت في رجب هلال محرم أمقصر الليل الطويل يقومه * في عين لا سئم ولا متبرم كم زنت بالسمر الدجى لكنه * من ذوب قلب بالفضيلة مفعم ولقد تعاف به لذاذات الكرى * لعيون قوم كالبهائم نوم ان الثمانين التي بك قد مشت * نحو الحقيقة في الصراط الأقوم بلغت بك الشرف العظيم وسؤددا * يعزى لمحرزه الفخار وينتمي وحدوتها بالذكر سائرة إلى * أبقى مسرات هناك وأدوم وحثثتها فوصلت أبعد غاية * فاضت عليك بها هبات المنعم ان أوحشت منك المنابر انها * أنست بشخص أبي الحليم الأكرم وبه العزا للدين بعدك ضيغم * أودى وقد حمى العرين بضيغم يا ابن الأولى كشفوا الغطاء بعامهم * عن كل غامضة وستر مبهم وجلوا عن الاسلام كل حقيقة * بليت بطول تحجب وتكتم وبنوا لهم في الدين خير مآثر * تبقى مخلدة بقاء الأنجم ان الذي استهدى بنورك يهتدي * بالبدر في غسق الضلال المظلم وارى بك المتمسكين تمسكوا * بالعروة الوثقى التي لم تفصم لك في يراعك اجر كل مجاهد * عن دين طه بالحسام المخذم ومداده أغلى كما قد خبروا * واعز عند الله من ذاك الدم شوق الطروس إلى يراعك فوقها * شوق الثرى لحيا السحاب المرزم كم وقفة لك دون شرعة احمد * رد العدى عنها بأنف مرغم فلتبق للدين الحنيف مؤيدا * بالنصر من رب السما ولتسلم ومن قصيدة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي:
غرور كلها هذي الحياة * وما فيها لمعتبر عظات علينا للأسى سمة لوجه * مضى وعليه للتقوى سمات ومن قصيدة السيد مسلم الحلي قوله:
يا دهر جئت بها فما شئت اصنع * لم تبق في قوس الردى من منزع رزء تخارست المقاول دونه * وتصاممت أذن الرجال فلا تعي وجموا فلا ذاك الأديب بشاعر * وكلا ولا ذاك الخطيب بمصقع ما كل ماء يستبين لناظر * خال من الأقذاء عذب المشرع ومن قصيدة السيد مهدي الأعرجي قوله:
الا يا ميتا يبكيه دين ال * هدي شجوا وينعاه الكتاب رحلت فذي العلى ثكلى وهذي * ربوع العلم مقفرة يباب دوارس بعد فقدك موحشات * على أكنافها نعب الغراب كان سرير نعشك فلك نوح * له دمع الورى بحر عباب لقد فقد الهدى بك أي حبر * له في كل معضلة جواب همام ذي مزايا قد تعالت * كشهب الأفق ليس لها حساب فمن للمشكلات يحل عقدا * إذا وقع اختلاف واضطراب ومن للوافدين إذا اكفهرت * لهم سنة وأعوزها السحاب الحسين بن عبد الصمد بن محمد * بن عبيد الله الأشعري قال النجاشي شيخ ثقة من أصحابنا القميين روى أبوه عن حنان عن أبي عبد الله ع له كتاب نوادر اه. ومر بعنوان الحسن مكيرا.
: الشيخ حسين بن عبد الصمد الأول بن محمد بن علي بن الحسين بن صالح الحارثي الهمداني العاملي الجبعي ابن أخي الشيخ البهائي في روضات الجنات عن رياض العلماء انه كان من العلماء الاعلام وكان قاضيا بهراة أيام الدولة الصفوية وسكنها وله أولاد وأحفاد متصلة إلى هذا العصر موجودون في تلك البلدة وغيرها ولهم التصدي للشرعيات الآن بهراة قال وقد يشتبه بالشيخ حسين بن عبد الصمد الأول اه. ولكني لم أجد شيئا من ذلك في نسخة رياض العلماء التي عندي.
الشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد بن شمس الدين محمد بن علي بن حسين بن محمد بن صالح العاملي الجبعي الحارثي الهمداني والد الشيخ البهائي مولده ووفاته ومدفنه في الرياض عن خط المترجم له انه قال: مولد هذا الفقير الكاتب أول يوم من المحرم سنة 918 وكتب ولده الشيخ البهائي بخطه تحت مولد أبيه انتقل إلى دار القرار ومجاورة النبي ص والأئمة الأطهار في 8 ربيع الأول سنة 984 فكان عمره 66 سنة وشهرين وسبعة أيام اه. وكانت وفاته بالبحرين بقرية المصلى من قرى هجر ودفن بها.
نسبته الحارثي نسبة إلى الحارث ابن عبد الله الأعور الهمداني صاحب أمير المؤمنين ع ومن أخص أصحابه والهمداني نسبة إلى همدان بسكون الميم وبالدال قبيلة من اليمن وللحارث مع أمير المؤمنين ع اخبار كثيرة ذكرت في ترجمته.
أقوال العلماء في حقه كان المترجم تلميذا للشهيد الثاني وهو صاحبه في سفر اسلامبول كما يأتي وأجازه الشهيد الثاني بإجازة طويلة مفصلة ذكرها بتمامها الشيخ يوسف البحراني في كشكوله وهي بتاريخ 941 قال فيها: ثم إن الأخ في الله المصطفى في الاخوة المختار المرتقي عن حضيض التقليد إلى أوج اليقين الشيخ الامام العالم الأوحد ذا النفس الطاهرة الزكية والهمة الباهرة العلية والأخلاق الزاهرة الإنسية عضد الاسلام والمسلمين عز الدنيا والدين حسين ابن الشيخ الصالح العالم العامل المتفن المتفنن خلاصة الأخيار الشيخ عبد الصمد ابن الشيخ الامام شمس الدين محمد الشهير بالجبعي أسعد الله جده وجدد سعده وكبت عدوه وضده ممن انقطع بكليته إلى طلب المعالي ووصل يقظة الأيام باحياء الليالي حتى أحرز السبق في مجاري ميدانه وحصل بفضله السبق على سائر أترابه وأقرانه وصرف برهة من زمانه في تحصيل هذا العلم وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم فقرأ على هذا الضعيف وسمع كتبا كثيرة في الفقه والأصولين والمنطق وغيرها فمما قرأه من كتب أصول الفقه مبادئ الوصول وتهذيب الأصول من مصنفات الداعي إلى الله تعالى جمال الدين الحسن بن يوسف ابن المطهر قدس سره وشرح جامع البين في مسائل الشرحين للشيخ الامام الأعلى شمس الدين محمد ابن مكي عرج الله