عبد الله بن خلف الخزاعي والد طلحة الطلحات وقيل إنه من ولد بديل بن ورقاء الصحابي اه. وعلى القول الثاني فهو خزاعي بالنسب لا بالولاء ويأتي في اخباره مع المطلب ابن عبد الله الخزاعي شهادة أبي دلف له امام المأمون بأنه من خزاعة أنفسهم لا من مواليهم.
كنيته في الأغاني وتاريخ بغداد وتاريخ دمشق وغيرها ان كنيته أبو علي وعن محمد بن أيوب ان كنيته أبو جعفر والمشهور في كنيته هو الأول ولعله يكنى بهما.
الخلاف في اسمه في تاريخ بغداد زعم أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي ان اسمه الحسن وقال ابن أخيه إسماعيل بن علي بن علي اسمه عبد الرحمن وقال غيرهما اسمه محمد. ولوقوع الخلاف في اسمه ذكرناه بلقبه مع أنه مشهور به لا باسمه.
ما هي كلمة دعبل في تاريخ بغداد زعم أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي ان دعبلا لقب. وبسنده عن إسماعيل بن علي الخزاعي انما لقبته دايته دعبلا لدعابة كانت فيه فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالا. وفي الأغاني بسنده عن محمد بن أيوب ان دعبلا لقب لقب به. وبسنده عن أبي هفان عن دعبل قال لي أبو زيد الأنصاري مم اشتق دعبل قلت لا أدري قال الدعبل الناقة التي معها ولدها. وعن أبي عمرو الشيباني الدعبل البعير المسن أو الناقة المسنة وفي لسان الميزان هو اسم الناقة الشارف ويقال أيضا للشئ القديم وعن حذيفة بن محمد الطائي الدعبل الشئ القديم. وفي القاموس:
الدعبل كزبرج بيض الضفادع والناقة القوية والشارف وشاعر خزاعي رافضي. وفي الأغاني عن الأخفش عن المبرد عن دعبل كنت جالسا مع بعض أصحابنا فلما قمت سال رجل عنه فقالوا هذا دعبل فقال قولوا في جليسكم خيرا كأنه ظن اللقب شتما وبهذا السند عن دعبل قال صرع مجنون مرة بحضرتي فصحت في أذنه دعبل ثلاث مرات فأفاق. وفي رواية أفاق من جنونه اه. فهل ذلك من بركة هذا اللقب أو من عدم إطاقة المصروع لسماعه.
أبوه في الأغاني بسنده عن دعبل قال لي أبي علي بن رزين ما قلت شعرا قط الا هذين البيتين:
خليلي ماذا أرتجي من غد امرئ * طوى الكشح عني اليوم وهو مكين وان امرءا قد ضن منه بمنطق * يسد به فقر امرئ لضنين وبيتين آخرين وهما:
أقول لما رأيت الموت يطلبني * يا ليتني درهم في كيس مياح فيا له درهما طالت صيانته * لا هالك ضيعة يوما ولا ضاحيي يظهر ان مياحا هذا كان من البخلاء.
صفته في تاريخ بغداد بسنده عن أبي بكر أحمد بن القاسم أخي أبي الليث الفرائضي كان دعبل بن علي اطروشا وكان في قفاه سلعة وفي رواية في عنفقته. في الأغاني بسنده: نظر دعبل يوما في المرآة فجعل يضحك وكان في عنفقته سلعة فقلت له من اي شئ تضحك قال نظرت إلى وجهي في المرآة ورأيت هذه السلعة التي في عنفقتي فذكرت قول الفاجر أبي سعد:
وسلعة سوء به سلعة * ظلمت أباه فلم ينتصر مجمل القول فيه كان شاعرا مفلقا فصيحا شهد له بذلك أشعر شعراء عصره ونقله حسن شعره من الفقر والخمول إلى الغنى والظهور وكان سببا في منادمة الرشيد له وكان متفننا في فنون الشعر مادحا هجاء لاذع الهجاء يستميح بشعره على عادة أكثر الشعراء فيمدح الخلفاء والملوك والامراء ويهجو من لم يرضى عطاءه منهم جريئا على الملوك والامراء شجاع القلب قوي النفس فطنا ذكيا عالما مؤلفا متشيعا لأهل البيت ذابا عنهم وتائيته فيه أشهر من قفا نبك وروى الاخبار ورويت عنه أصله من الكوفة أو قرقيسيا وسكن بغداد وجاب البلاد خراسان والشام ومصر وبلاد المغرب وحكى صاحب الأغاني انه كان يخرج فيغيب سنين يدور الدنيا كلها ويرجع وقد أفاد وأثرى وانه أنشد لنفسه في بعض أسفاره قوله:
حللت محلا يقصر البرق دونه * ويعجز عنه الطيف ان يتجشما ومدح الملوك والامراء واخذ جوائزهم وهجا جملة منهم ويلوح من كلام ابن طاهر فيما حكاه عنه صاحب تاريخ دمشق ان هجاءه لهم بعد احسانهم إليه كان قلة وفاء منه والحق انه ليس كذلك وانما كان هجاؤه لهم لسوء عقيدته فيهم بإساءتهم إلى أهل البيت الذين أخلص بالتشيع لهم وبلغ الغاية في ذلك فهو كوفي المنبث والكوفة منبع التشيع خزاعي المنسب وخزاعة كانت حلفاء هاشم في الجاهلية وعرفت بالتشيع لأهل البيت في الاسلام أو يهجوهم لابتدائهم بالإساءة إليه كما ستعرف عند الكلام على شعره.
أقوال أصحابنا فيه في الخلاصة دعبل بكسر الدال واسكان العين المهملتين وكسر الباء الموحدة وبعدها لام ابن علي الخزاعي أبو علي الشاعر مشهور في أصحابنا حاله المشهور في الايمان وعلو المنزلة عظيم الشأن رحمه الله تعالى وقال النجاشي دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي أبو علي الشاعر مشهور في أصحابنا صنف كتاب طبقات الشعراء كتاب الواحد في مثالب العرب ومناقبها أخبرنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة حدثنا موسى بن حماد اليزيدي حدثنا دعبل وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع دعبل بن علي وقال الكشي في رجاله دعبل بن علي الخزاعي الشاعر من أصحاب الرضا ع وقال النجاشي في ترجمة أخيه علي عن إسماعيل بن علي قال ولد عمي دعبل سنة 148 في خلافة المنصور ورأى موسى ولقي الرضا ع ومات سنة 245 أيام المتوكل وروى الكليني في الكافي ما يدل على أنه لقي الجواد ع أيضا فروى أنه دخل على الرضا فأعطاه شيئا فلم يحمد الله فقال لم