خليل بن اميرنشاه ويقال ميران شاه بن تيمور لنك توفي سنة 809.
هو حفيد تيمور لنك الشهير في شذرات الذهب انه كان مع جده تيمور لما حضرت جده الوفاة بضواحي ازار لما كان جده خارجا لغزو بلاد الصين والخطا سنة 807 ولم يكن معه من أولاده سوى حفيده المذكور فملك خزائن جده وتسلطن وعاد إلى سمرقند برمة جده إلى أن دفنه حفيده محمد سلطان بمدرسته اه وفي الضوء اللامع للسخاوي ملك سمرقند بعد جده في حياة والده وأعمامه لكونه كان معه عند وفاته سنة 807 فلم تجد الناس بدا من سلطنته وعاد بجثة جده يريد سمرقند وقد استولى على الخزائن وتمكن من الأمراء والعساكر ببذله لهم الأموال العظيمة حتى دخلوا في طاعته سيما وفيه رفق وتودد مع حسن سياسة وصدق لهجة وجميل صورة فلما قارب سمرقند تلقاه من بها وهم يبكون ومعهم التقادم فقبلها منهم ودخلها وجثة جده في تابوت ابنوس بين يديه وجميع الملوك والامراء مشاة مكشوفة رؤوسهم حتى دفنوه ثم اخذ في تمهيد مملكته وملك قلوب الرعية بالاحسان واستفحل أمره وجرت حوادث إلى أن مات بالري مسموما سنة 809 ونحرت زوجته ساد ملك نفسها بخنجر فماتت ودفنا في قبر واحد وطول يوسف بن تغمري ترجمته تبعا للمقريزي في عقوده اه وترجمه صاحب البدر الطالع بنحو من ذلك وحكى عن مؤلف سيرة تيمور أنه ذكر جملة من أشعاره بلسان قومه اي الفارسية وانه وزوجته كانا بارعين في الجمال مفرطين في حب كل منهما للآخر فلذلك قتلت نفسها عند موته.
خليل بن أوفى أبو الربيع الشامي.
الخلاف في اسمه اتفقوا على كنيته واختلفوا في اسمه فقيل خليل باللام وقيل خليد بالدال وقيل خالد وقيل خلد وفي الرياض المشهور أنه باللام الثانية أخيرا ويجئ بالدال أخيرا ولعل الثاني أظهر وفي الخلاصة ومنهج المقال المطبوعين أبو الربيع الشامي اسمه خليل بن أوفى خليل باللام وما عن بعض نسخ الخلاصة من ابدال أوفى بالواو بأرفى بالراء تصحيف ونقل عن الخلاصة خليد بن أوفى بالدال ولعله الصواب لأنه كذلك عند النجاشي قال في باب الأسماء خليد بن أوفى أو الربيع الشامي العنزي روى عن أبي عبد الله ع له كتاب يرويه عبد الله بن مسكان أخبرناه أحمد بن محمد بن هارون حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان الكندي أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن سنان حدثنا ابن مسكان عن أبي الربيع بكتابه وفي باب الكنى أبو الربيع الشامي أخبرنا ابن نوح عن الحسن بن علي عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي بكتابه والشيخ في رجاله سماه خالد فقال في رجال الباقر ع خالد بن أوفى أبو الربيع العنزي الشامي. ومر في خالد بن أوفى ان خليد تصغير خالد ومن هنا يقوى الظن بان اسمه خالد ويصغر فيقال خليد وان كان القياس خويلد وان خليل باللام تصحيف خليد بالدال. وان خليل باللام لا وجود له وفي الفهرست أبو الربيع الشامي له كتاب أخبرنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن عن سعد والحميري عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي وفي أمل الآمل ذكره باللام فقال خليل بن أوفى أبو الربيع العاملي الشامي من أصحاب الصادق ع مذكور في كتب الرجال خاليا من الذم بل هو ممدوح كثير الرواية والحديث له كتب وذكره الصدوق في آخر الفقيه وذكر طريقه إليه وروى عنه كثيرا واعتمد عليه وهو مدح له لما علم من أول كتابه وروى عنه سائر علمائنا ومحدثينا واحتجوا برواياته وعملوا بها وذكر الشيخ والنجاشي أن له كتابا وذكرا طريقهما إليه وهو نوع مدح حيث ظهر أنه من مؤلفي الشيعة وذكره الشيخ في أصحاب الباقر ع وقال خلد وفي نسخة خالد وفي الرياض الظاهر أنه لا تفاوت بين نسختي خلد وخالد كالحرث والحارث ومثله شائع كثير وقد استدل الشهيد في شرح الارشاد على صحة رواياته برواية الحسن بن محبوب عنه كثيرا مع الاجماع على تصحيح ما يصح عن الحسن وروى عنه ابن مسكان أيضا وهو من أصحاب الاجماع وجملة منهم رووا عنه كثيرا وذكر النجاشي أنه روى عن أبي عبد الله ع ولو قيل بتوثيقه وتوثيق جميع أصحاب الصادق ع الا من ثبت ضعفه لم يكن بعيدا لأن المفيد في الارشاد وابن شهرآشوب في معالم العلماء والطبرسي في إعلام الورى قد وثقوا أربعة آلاف من أصحاب الصادق ع والموجود منهم في جميع كتب الرجال والحديث لا يبلغون ثلاثة آلاف وذكر العلامة وغيره ان ابن عقدة جمع الأربعة الآلاف المذكورين في كتب الرجال ونقل بعضهم أنه لم يذكر أبا الربيع وفي نسخة الرياض ونقل بعضهم انه ذكر أبا الربيع. وقال في الحاشية: جميع ما أوردناه في فوائد المقدمة إذا ضم إلى ما ذكر هنا يضعف جانب التوقف في توثيقه والله أعلم وما ذكره جيد جدا ولكنه أراد أن يستكثر به في علماء بلاده فنسبه بالعاملي ونحن نود ذلك أيضا لكن نسبته بالشامي التي لم يعلم سببها لا تصحح ادراجه في عداد علماء جبل عاملة ولو توسعا كما في أبي تمام وعلماء الكرك ونحوهم.
وثاقته مر عن أمل الآمل ما يمكن أن يستدل به على وثاقته وقال الشهيد في غاية المراد في مسالة بيع الثمرة بعد ذكر خبر في سنده الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي ما لفظه وقد قال الكشي: أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن الحسن بن محبوب قلت في هذا توثيق لأبي الربيع الشامي واسمه خليل بن أوفى ولم ينص الأصحاب على توثيقه فيما علمته غير أن الشيخ ذكره في كتابيه وبعض المتأخرين أثبته في المعول على روايته اه وفي التعليقة: في الكافي حديث يدل على تشيعه الا أنه يستفاد منه ذمه اه وفي مستدركات الوسائل ان هذا مما يستغرب اما تشيعه فهو كما قال المحقق السيد صدر الدين غير خفي على من تتبع اخباره منها ما في الكافي في باب علم الإمام بسندين فيهما صفوان وفي باب حسن المعاشرة بسنده عنه دخلت على أبي عبد الله ع والبيت غاص باهله فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق. فقال ع: أيا شيعة آل محمد اعلموا انه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة من صحبه ومخالفة من خالفه وموافقة من وافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة الا بالله اما استفادة الذم من الحديث الذي أشار إليه فعجيب ففيه باسناده عن أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر ع قال لي ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرياسة ولا تك ذنبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا فإنك موقوف ومسئول لا محالة فان كنت صادقا صدقناك وان كنت كاذبا كذبناك وهذا لا يفيد ذما ففي التنزيل ولا تقف ما ليس لك