ساهرا ولا يستقر فضاق صدر أمه من كثرة بكائه فقالت له يا بني هل قتلت أحد ظلما حتى تبكي هذا البكاء قل لي حتى اذهب إلى أولياء المقتول واستحلهم فوالله لو علموا بحالك لرحموك وعفوا عنك فقال يا أماه بلى قد قتلت نفسي واستشهد الشيخ البهائي في الكشكول في مدح العزلة بفعل الربيع وقال قال سليمان الداراني بينما الربيع بن خثيم جالس على باب داره إذ جاء حجر فصك وجهه وشجه فجعل يمسح الدم عن جبهته ويقول لقد وعظت يا ربيع فقام ودخل داره حتى أخرجت جنازته. وفي حاشية الفقيه عن مجمع البيان انه عرض فالج للربيع فكان يجر رجليه في وقت الطواف فقيل له يا أبا يزيد إذا جلست كان أخف عليك في هذا المرض فقال كل أحد يسمع نداء حي على الفلاح.
وفي مطالب السؤول قال نوف البكالي عرضت لي حاجة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فاستتبعت إليه جندب بن زهير والربيع بن خثيم وابن أخيه همام بن عبادة بن خثيم فألفيناه حين خرج يؤم المسجد فأفضى ونحن معه إلى نفر متدينين قد أفاضوا في الأحدوثات تفكها وهم يلهي بعضهم بعضا فأسرعوا إليه قياما وسلموا عليه فرد التحية ثم قال من القوم فقالوا انا من شيعتك يا أمير المؤمنين فقال لهم خيرا ثم قال يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبتنا فامسك القوم حياء فاقبل عليه جندب والربيع فقالا له ما سمة شيعتكم يا أمير المؤمنين فسكت فقال همام أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم لما انباتنا بصفتهم فوصفهم وذكر وصفا طويلا.
ما اثر عنه من المواعظ والحكم المنقول من كشكول البهائي قيل للربيع بن خثيم ما نراك تغتاب أحدا فقال لست عن نفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس. ومن كلمات الربيع لو كانت الذنوب تفوح روائحها ما جلس أحد في جنب أحد. وقال إن العجب من قوم يعملون لدار يبعدون منها كل يوم مرحلة ويتركون العمل لدار يرحلون إليها في كل يوم مرحلة. ومن كلماته ان عوفينا من شر ما أعطينا لم يضرنا ما زوي عنا.
المنقول من احياء العلوم كان الربيع يقول ما دخلت في صلاة قط فأهمني فيها الا ما أقول وما يقال لي. وقال: الناس رجلان مؤمن فلا تؤذه وجاهل فلا تجاهله وقال لرجل: تفقه ثم اعتزل وكان كلما سئل كيف أصبحت يقول أصبحت من ضعفاء المذنبين نستوفي أرزاقنا وننتظر آجالنا.
المنقول من مجالس الشيخ الطوسي قالت جارية للربيع بن خثيم كيف أصبحت يا أبا يزيد قال أصبحت في أجل منقوص وعمل محفوظ والموت في رقابنا والنار من ورائنا ثم لا ندري ماذا يفعل بنا.
مشايخه في تهذيب التهذيب روى عن النبي ص مرسلا وعن ابن مسعود وأبي أيوب وامرأة من الأنصار وعمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
تلاميذه وعنه ابنه عبد الله ومنذر الثوري والشعبي وهلال بن يساف وإبراهيم النخعي وبكر بن ماعز وأبو زرعة ابن عمرو بن جرير.
الربيع بن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه اه. وذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب جده الربيع بن عميلة بفتح العين وحكى توثيقه عن ابن معين وابن حبان وابن سعد وقال له أحاديث قال العجلي كوفي تابعي ثقة. البخاري كان في أهل الردة زمن خالد بن الوليد روى عن ابن مسعود وسمرة بن جندب وعمار بن ياسر وأبي سريحة وأبيه عميلة وأخيه يسير وعنه ابنه الركين وعمارة بن عمير وهلال بن يساف وعبد الملك بن عمير.
الربيع بن زكريا الوراق قال النجاشي كوفي طعن عليه بالغلو له كتاب فيه تخليط ذكر ذلك أبو العباس بن نوح أخبرنا عدة من أصحابنا عن محمد بن أحمد بن داود عن أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن أحمد بن خاقان النهدي حدثنا محمد بن علي أبو سمينة الصيرفي حدثنا محمد بن أورمة عنه به. وفي التعليقة وصف في التهذيب بالكاتب اه. وقد ذكرنا مرارا ان القدماء كانوا يرون ما ليس من الغلو غلوا ولعل التخليط الذي نسبه ابن نوح إليه هو لأجل ذلك.
التمييز في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية محمد بن أورمة عنه.
الربيع بن زياد بن انس بن ذبيبان بن فطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد أبو عبد الرحمن الحارثي البصري توفي سنة 51 من أصحاب أمير المؤمنين علي ع. حكى الشريف الرضي رضي الله عنه في نهج البلاغة خبرا عن العلاء بن زياد الحارثي من أصحاب أمير المؤمنين ع وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 3 ص 12 13 ان الذي رويته عن الشيوخ ورأيته بخط عبد الله بن أحمد بن الخشاب ان صاحب هذا الخبر مع أمير المؤمنين ع هو الربيع بن زياد الحارثي واما العلاء بن زياد الذي ذكره الرضي فلا اعرفه ولعل غيري يعرفه اه هذا مع أن خصوصيات الخبر تدل على أنه لرجل واحد ومنها أن له أخا هو عاصم بن زياد أما ما في النهج فهو قوله ومن كلام له ع بالبصرة وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي يعوده فلما رأى سعة داره قال ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت في الآخرة كنت أحوج وبلى ان شئت بلغت الآخرة: تقري فيها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق مطالعها فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة ورغبه فيها إذا كان يبلغ الآخرة.
وهذا أسلوب عجيب زهده في سعة الدار إذا لم يبلغ بها الآخرة ورغبه فيها إذا كان يبلغ بها الآخرة فقال له العلاء يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد قال ما له قال لبس العباء وتخلى من الدنيا قال علي به فلما جاء قال يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك وولدك أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها أنت أهون على الله من