يضرب بهما المثل فيقال شراب كعين الديك ودماغه عجيب لوجع الكليتين ولم ير عظم قط أهش من عظم رأسه أوما علمت أنه خير من طرف الجناح ومن الساق ومن العنق فان كان قد بلغ من نبلك أنك لا تأكله فانظر أين هو قال لا أدري والله أين هو رميت به قال لكني أدري أين هو رميت به في بطنك فالله حسيبك.
مشايخه في تاريخ دمشق حدث عن المأمون ومالك بن أنس ويقال أنه حدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وسالم بن نوح ومحمد بن عمر الواقدي وجماعة سواهم اه ومن مشايخه في الأدب مسلم بن الوليد تخرج به وتعلم منه وفي لسان الميزان له رواية عن مالك وشريك والواقدي والمأمون وعلي بن موسى الرضا ويقال أن له رواية عن شعبة والثوري.
تلاميذه في تاريخ دمشق روى عنه أحمد بن أبي دؤاد ومحمد بن موسى الترمذي وأخوه إسماعيل اه ومر أن أحمد بن القاسم روى عنه قصيدته التائية وفي الأغاني أنه خرج الفضل بن العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث وفهمه وأدبه ولعله هو أبو نصر بن جعفر بن محمد بن الأشعث الذي قال صاحب الأغاني أيضا أن دعبلا كان مؤدبه قديما. مر في لسان الميزان روى عنه أخوه علي بن علي ولم يذكر رواية أخيه إسماعيل عنه وقد مر عن النجاشي أنه يروي عنه موسى بن حماد اليزيدي. وعن جامع الرواة أنه نقل رواية علي بن الحكم عنه في باب مولد أبي جعفر الثاني ع من الكافي.
مؤلفاته 1 كتاب طبقات الشعراء 2 كتاب الواحد في مثالب العرب ومناقبها ذكرهما النجاشي 3 ديوان شعره.
شعره له شعر كثير مجموع في ديوان وقد كان هذا الديوان مشهورا في العصر السابق لكنه اليوم مفقود كما فقد غيره من نفائس الدواوين الشعرية مثل ديوان السيد الحميري وغيره ويدل على كثرة شعره ما حكي في الأغاني عن هاشم بن محمد الخزاعي عن الجاحظ عن دعبل: مكثت نحو ستين سنة ليس من يوم ذر شارقه إلا وأنا أقول فيه شعرا وقد نظم في جميع فنون الشعر ومر جملة من شعره في مطاوي ما سبق ونورد هنا بقية ما عثرنا عليه من مقطعاته كلا في بابه.
المديح نبدأ منه بالتائية المشهورة في أهل البيت لطول الكلام عليها ونستوفي كل ما يتعلق بها من الروايات وأقوال العلماء فيها واستنشاد المأمون إياها وتطلعه إلى سماعها وما قاله الرضا ع حين أنشده دعبل إياها وما جرى لأهل قم مع دعبل في أمر الخلعة التي خلعها عليه وما جرى له مع لصوص الأكراد وغير ذلك مما يرتبط به.
الكلام على قصيدته التائية في أهل البيت ع.
شهرتها بلغت هذه القصيدة في الشهرة إلى حد أنه لم يبق مؤرخ ولا رجالي إلا وذكرها أو أشار إليها أو ذكر أبياتا منها وأشار إليها الشعراء في أشعارهم قال الشيخ عبد الحسين الأعسم من قصيدة مخاطبا عليا أمير المؤمنين ع:
فهب لي يا بحر الندى هبة الرضا * لدعبل في استنشاده لمدارس وفي لسان الميزان: له القصيدة المشهورة المطولة في أهل البيت التي أولها:
مدارس آيات خلت عن تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات وفي الأغاني قصيدته: مدارس آيات خلت من تلاوة من أحسن الشعر وفاخر المدائح المقولة في أهل البيت ع وكتبها فيما يقال على ثوب وأحرم فيه وأمر بان يكون في أكفانه. وفي معجم الأدباء قصيدته التائية في أهل البيت من أحسن الشعر وأسنى المدائح اه وبلغ من شهرتها أن يحفظها لصوص الأكراد وينشدوها ويتمثلوا بها وتكون سببا في نجاة دعبل وأصحابه منهم ورد مسلوباتهم إليهم كما يأتي ومر قول المأمون قد رويتها الدال على إنها شاعت حتى رواها المأمون استنشاد المأمون إياها واهتمامه بها مر في أخباره مع المأمون أنه استنشده هذه القصيدة فجزع فأمنه وقال قد رويتها ولكني أحب سماعها من فيك وأنه أنشده إياها كلها والمأمون يبكي حتى اخضلت لحيته بدمعه.
وفي تاريخ دمشق أن المأمون لما عبثت قدمه في الخلافة وضرب الدنانير باسمه أقبل يجمع الآثار في فضائل آل الرسول فتناهى إليه فيما تناهى من فضائلهم قول دعبل:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات فما زالت تردد في صدر المأمون حتى قدم عليه دعبل فقال له أنشدني قصيدتك التائية ولا باس عليك ولك الأمان من كل شئ فيها فانا أعرفها وقد رويتها الا اني أحب ان اسمعها من فيك فأنشده حتى صار إلى هذا الموضع:
ألم ترني مذ ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات فال رسول الله نحف جسومها * وآل زياد غلظ القصرات بنات زياد في الخدور مصونة * وبنت رسول الله في الفلوات إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات فلو لا الذي أرجوه في اليوم أو غد * تقطع قلبي إثرهم حسرات فبكى المأمون حتى اخضلت لحيته وجرت دموعه على نحره وكان