حكيم بن جبلة بن حصن أو حصين بن أسود بن كعب بن عامر بن الحارث بن الديل بن غنم بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار العبدي الربعي.
استشهد بالبصرة سنة 36 حكيم في الاستيعاب وأسد الغابة بضم الحاء وقبل بفتحها والأول أكثر ابن جبلة وهو الأكثر ويقال ابن جبل اه والعبدي نسبة إلى عبد القيس وكانت تتشيع وهي من ربيعة.
أقوال العلماء فيه عن الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وعن مجالس الصدوق انه من أصحاب رسول الله ص وانه كان رجلا صالحا مطاعا في قومه وحارب طلحة والزبير قبل قدوم أمير المؤمنين ع واستشهد وقال المسعودي في مروج الذهب عند ذكر وقعة الجمل ان أصحاب الجمل قتلوا حكيم بن جبلة العبدي وكان من سادات عبد القيس و زهاد ربيعة ونساكها اه وقال أبو مخنف كان حكيم شجاعا مذكورا اه وفي لاستيعاب أدرك حكيم النبي ص وما أعلم له عنه رواية ولا خبر يدل على سماعه منه ولا رؤية وكان رجلا صالحا له دين مطاعا في قومه بعثه عثمان إلى السند فنزلها ثم قدم على عثمان فسأله عنها فقال ماؤها وشل ولصها بطل وسهلها جبل ان كثر الجند بها جاعوا وان تلوا بها ضاعوا فلم يوجه عثمان إليها أحدا حتى قتل اه. وفي الدرجات الرفيعة: كان رجلا صالحا شجاعا مذكورا مطاعا في قومه وهو من خيار أصحاب أمير المؤمنين ع مشهورا بولائه والنصح له وفيه يقول أمير المؤمنين ع على ما ذكره ابن عبد ربه في العقد:
دعا حكيم دعوة سميعه * نال بها المنزل الرفيعة أخباره ومقتله روى الطبري في تاريخه وذكر ابن الأثير في الكامل ان طلحة والزبير لما قدما البصرة مع عائشة قبل قدوم علي وتوافقوا مع عثمان بن حنيف وأصحابه أقبل حكيم بن جبلة وقد خرج وهو على الخيل فانشب القتال وأسرع أصحاب عائشة كافون إلا ما دافعوا عن أنفسهم وحكيم يذمر خيله ويركبهم بها ويقول:
ضربا دراكا أنها قريش * ليردينها جبنها والطيش واقتتلوا على فم السكة وأشرف أهل الدور ممن كان له في واحد من الفريقين هوى فرموا باقي الآخرين بالحجارة وحجز بينهم الليل وبات أصحاب عائشة يتأهبون وأصبح عثمان بن حنيف فغاداهم وغدا حكيم بن جبلة وهو يبربر وفي يده الرمح فقال له رجل من عبد القيس على من تتكلم قال على عائشة قال يا ابن الخبيثة أ لأم المؤمنين تقول هذا فوضع حكيم السنان بين ثدييه فقتله ثم مر بامرأة فجرى له معها ما جرى مع الرجل فطعنها بين ثدييها فقتلها ثم سار فاقتتلوا بدار الرزق من بزوغ الشمس إلى الزوال ثم تهادنوا على أن يصلي عثمان بالناس حتى يكتب إلى علي فلم يلبث إلا يومين حتى وثبوا عليه فقاتلوه بالزابوقة عند مدينة الرزق فظهروا واخذوا عثمان وأرادوا قتله ثم خشوا غضب الأنصار فنتفوا كل شعرة في وجهه وضربوه وأصبح طلحة والزبير وبيت المال في أيديهما وبلغ حكيم بن جبلة ما صنع بعثمان بن حنيف فقال لست أخاف الله إن لم أنصره فجاء في جماعة من عبد القيس ومن تبعه من ربيعة وتوجه نحو دار الرزق وبها طعام أراد عبد الله بن الزبير ان يرزقه أصحابه فقال له عبد الله ما لك يا حكيم قال نريد ان نرتزق من هذا الطعام وان تخلوا عثمان فيقيم في دار الامارة على مال كتبتم بينكم حتى يقدم علي وأيم الله لو أجد أعوانا ما رضيت بهذا منكم حتى أقتلكم بمن قتلتم ولقد أصبحتم وان دماءكم لنا لحلال بمن قتلتم أ ما تخافون الله بم تستحلون الدم الحرام قال بدم عثمان قال فالذين قتلتم هم قتلوا عثمان أ ما تخافون مقت الله فقال له عبد الله لا نرزقكم من هذا الطعام ولا نخلي سبيل عثمان حتى يخلع عليا فقال حكيم اللهم أنك حكم عدل فاشهد وقال لأصحابه لست في شك من قتال هؤلاء القوم وتقدم فقاتلهم ونادي أصحاب عائشة من لم يكن من قتله عثمان فليكفف فانا لا نريد قتاله فانشب حكيم القتال ولم يرع للمنادي فاقتتلوا أشد قتال ومع حكيم أربعة قواد هو أحدهم فكان حكيم بحيال طلحة فزحف طلحة لحكيم وهو في ثلاثمائة رجل وجعل حكيم يضرب بالسيف ويقول أضربهم بإياس * ضرب غلام عابس من الحياة آيس * في الغرفات نافس فضرب رجل رجله فقطعها فاخذ حكيم رجله فرماه بها فأصاب عنقه فصرعه ووقذه ثم حبا إليه فقتله واتكأ عليه وقال:
يا فخذ لا تراعي * إن معي ذراعي أحمي بها كراعي وقال:
أقول لما جدني زماعي * للرجل يا رجلي لن تراعي إن معي من نجدة ذراعي وقال وهو يرتجز:
ليس علي إن أموت عار * والعار في الناس هو الفرار والمجد لا يفضحه الدمار فاتى إليه رجل وهو رثيث رأسه على آخر فقال ما لك يا حكيم قال قتلت قال من قتلك قال وسادتي فاحتمله فضمه في سبعين من أصحابه فتكلم يومئذ حكيم وانه لقائم على رجل واحد وان السيوف لتأخذهم فما يتعتع ويقول انا خلفنا هذين وقد بايعا عليا وأعطياه الطاعة ثم أقبلا مخالفين محاربين يطلبان بدم عمان ففرقا بيننا ونحن أهل دار وجوار اللهم أنهما لم يردا عثمان. وهذا منتهى الشجاعة والصبر والجلد قال ابن الأثير وقتلوا وقتل معهم قتله يزيد ابن الأسحم الحداني فوجد حكيم قتيلا بين يديه وأخيه كعب وقيل قتله رجل يقال له ضخيم وقتل معه ابنه الأشرف وأخوه الرعل ابن جبلة اه وفي الاستيعاب كان حكيم بن جبلة ممن يعيب عثمان من اجل عبد الله بن عامر وغيره من عماله ولما قدم الزبير وطلحة وعائشة البصرة وعليها عثمان بن حنيف واليا لعلي بن أبي طالب بعث عثمان بن حنيف حكيم بن جبلة العبدي في سبعمائة من عبد