ما كان ضرهما والدر ذو خطر * لو حلياه ملوكا ذات اخطار وما رأى الناس سيبا مثل سيبهما * بيعت نفيسه ظلما بدينار والله ما مدحا حيا ولا رثيا * ميتا ولا افتخرا الا بأشعاري كأنه جنة راحت حدائقها * من الغبيين في نار وأعصار عار من النسب الوضاح منتسب * في الخالديين بين العر والعار وقال من قصيدة يمدح بها أبا الخطاب المفضل بن ثابت الضبي وقد سمع ان الخالديين يريدان الرجوع إلى بغداد وذلك أيام الوزير المهلبي كما في اليتيمة. والخالديان شاعران مجيدان ليس السري بأطول باعا منهما في نظم الشعر ولكنها عداوة الصنعة والحرفة:
بكرت عليك مغيرة الاعراب * فاحفظ ثيابك يا أبا الخطاب ورد العراق ربيعة بن مكدم * وعتيبة بن الحارث بن شهاب أفعندنا شك بأنهما هما * في الفتك لا في صحة الأنساب جلبا إليك الشعر من أوطانه * جلب التجار طرائف الأجلاب فبدائع الشعراء فيما جهزا * مقرونة بغرائب الكتاب شنا على الآداب أقبح غارة * جرحت قلوب محاسن الآداب فحذار من حركات صلي قفرة * وحذار من فتكات ليثي غاب لا يسلبان أخا الثراء وإنما * يتناهبان نتائج الألباب ان عز موجود الكلام عليهما * فانا الذي وقف الكلام ببابي أو يهبطا من ذلة فانا الذي * ضربت على الشرف المطل قبابي كم حاولا أمدي فطال عليهما * ان يدركا الا مثار ترابي عجزا ولم تقف العبيد إذا جرت * يوم الرهان مواقف الأرباب ولقد حميت الشعر وهو لمعشر * رمم سوى الأسماء والألقاب وضربت عنه المدعين وإنما * عن حوزة الآداب كان ضرابي فغدت نبيط الخالدية تدعي * شعري وترفل في حبير ثيابي نظرا إلى شعري يروق فتربا * منه خدود كواعب أتراب شرباه فاعترفا له بعذوبة * ولرب عذب عاد سوط عذاب اني احذر من يقول قصيدة * غراء خدني غارة ونهاب اني نبذت على السواء اليكما * فتأهبا للفادح المنتاب وقال من قصيدة في أبي إسحاق الصابي وقد ورد عليه كتاب الخالديين بأنهما منحدران إلى بغداد في سرعة:
قد أظلتك يا أبا إسحاق * غارة اللفظ والمعاني الدقاق فاتخذ معقلا لشعرك تحميه * مروق الخوارج المراق كان شن الغرات في البلد القفر * فأضحى على سرير العراق وكان علي بن العصب الملحي الشاعر يتعصب للخالديين على السري فقال فيهما وفيه من قصيدة:
ومن عجب أن الغبيين أبرقا * مغيرين في أقطار شعري وارعدا فقد نقلاه عن بياض مناسبي * إلى نسب في الخالدية اسودا وان عليا بائع الملح بالنوى * تجرد لي بالسب فيمن تجردا ومن أخبار الخالديين ما في نسمة السحر في ترجمة جعفر بن محمد بن الحسن الحسيني الكوفي المعروف بابن معية ان أبا الحسن السلامي الشاعر المشهور أجاد الشعر في حداثته فارتاب به شعراء عصره كأبي بكر وأبي عثمان الخالديين والشهاب التلعفري واجتمعوا على امتحان خاطره وكان قد ورد إلى الموصل وهم بها فجمعهم الخالدي على انس في منزله وكان بينهم أصناف الريحان والفاكهة واتفق ان غيمت السماء وجاءت بوابل عظيم وبرد ستر وجه الأرض فالقى الخالدي من النارنج الذي بين أيديهم على البرد وقال يا أصحابنا من يصفه فبدرهم السلامي فقال:
لله در الخالدي * الأوحد الندب الخطير اهدى لماء المزن عند * جموده نار السعير حتى إذا صدر العتاب * إليه عن حر الصدور بعثت إليه هدية * عن خاطري أيدي السرور لا تعذلوه فإنه * اهدى الخدود إلى الثغور فشهدوا بفضله الا التلعفري فإنه بقي على ريبه فهجاه الاسلامي مؤلفاتهما 1 كتاب في شعر بشار ومقابلته بشعر الأقدمين وتحليله أحيانا وشرحه ونقده 2 كتاب الهدايا والتحف مذكور في مرآة الزمان 3 تاريخ الموصل مذكور في معجم البلدان في الصاحلية وفات المعاصر ذكره 4 كتاب الديارات وهما أول من أفرد هذا الموضوع بتصنيف خاص وألف بعدهما أبو الفرج الأصبهاني كتاب الديارات. 5 أخبار مسلم بن الوليد ذكره علي بن ظافر الأزدي في كتاب بدائع البداية وفات المعاصر ذكره 6 كتاب الحماسة يعرف بالأشباه والنظائر نسخته في دار الكتب المصرية.
الخالع اسمه الحسين بن محمد الرافقي خان آقا بيگم بنت الشاه عباس ترجم لها بعض الفضلاء كتاب أنيس العابدين لمحمد بن محمد الطيب من فضلاء دولة الصفوية ينقل عنه الكفعمي السيد خان ميرزا ابن الوزير معصوم بك استشهد بالحجاز سنة 976 وصفه صاحب شهداء الفضيلة بالصفوي فيمكن أن يكون من عائلة الصفوية ملوك إيران كما يدل عليه ما يأتي من مخاطبة الشاه إسماعيل له بابن العم ولعله استفاد كونه صفويا من ذلك ويمكن كون تلك المخاطبة لكونه من السادة الأشراف والسادة كلهم أبناء عم وصاحب الرياض لم يصفه بالصفوي في رياض العلماء السيد العالم الجليل خان ميرزا ابن الوزير الكبير معصوم بك الشهيد كان من مشاهير علماء عصر الشاه إسماعيل والشاه طهماسب وكان والده المذكور وزير الشاه إسماعيل وكان يخاطبه الشاه بابن العم ولما وقع الصلح بين الشاه إسماعيل والسلطان سليم بن مراد العثماني وصار حجاج العجم يترددون إلى الحجاز استأذن الوزير معصوم بك الشاه