متنزل الآي الكرام * ومهبط الوحي السني ان جئت ربع الشام فاقصد * ساحة الشرف العلي أعني الشريف ابن الشريف * ابن الشريف الموسوي متحملا مني السلام * كنشر دارين الزكي لجناب مولانا الشريف * ولي مولانا علي وأشرح له من حال * مولاه المحب الطالوي ماذا لقي في ثغر صيدا * من دروزي غوى دين التناسخ دينه * لا بل يدين بكل غي ويرى الطبائع انها * فعالة في كل شئ وافى بمكتوب الشريف * إليه من بلد قصي يوصيه فيه كأنما * أوصاه في اخذ الصبي فسقاه يوم فراقه * لا كان بالكاس الردي وغدا الشجي من بعده * يبكي بدمع عندمي في غربة لا يشتكي * فيها إلى خل وفي لا جار يؤويه ولا * يأوي إلى ركن قوي الا إلى ركن الشريف * الطاهر الشيم الزكي حامي حمى الشرع الشريف * بكل ابيض مخذمي مولاي سمعا ان لي * حقا عليك بغير لي بولاء حيدرة الوصي * أخي النبي الهاشمي لا تهملن من اخذ * ثاري من كفور بالنبي وابعث إليه مقانبا * فيها الكمي على الكمي لو حاربت جند القضا * لثنت سراه عن المضي جرافة لم تبق في * اطلاله غير النؤي (1) وأشيعت (2) ينعى الديار * مع ابن داية (3) في النعي ومما قاله صاحب الريحانة محمود الخفاجي فيه: سليل المعالي والكرم رقيق حواشي الطباع والشيم حسان عصره وأبو عبادة دهره وهو فرع من شجرة آل طالو الذين فاقوا في رتب العلى وطالوا:
ان حاربوا ملأوا البلاد مصارعا * أو سألوا عمروا الديار مساجدا وذكر انه كان معاصرا له وبينهما محاورات ومراسلات وذكر قصيدة سينية أرسلها الخفاجي إليه لكنه لم يذكر انه كان مفتي دمشق وانما ذكر ذلك صاحب نسمة السحر وقال إن الذي شكاه في قصيدته اليائية هو ابن سيفا من الطائفة القائلين بالتناسخ على رأي الحاكم بأمر الله ويقال لهم درزية نسبة لحسين الدرزي صاحب دعوة الحاكم. وصاحب نسمة السحر قال إنه ابن معن وهو الصواب وقوله على رأي الحاكم غلط فالحاكم لم يقل أحد انه كان يرى ذلك وانما هم ادعوا فيه الإلاهية كما أنه لا يمكن التصديق بما نسبوه إلى الحاكم من الأمور التي عيب عليه بها فان كلام العدو لا يمكن تصديقه كله في حق عدوه وكم جرت العداوة إلى الافتراء على الأعداء وهذا جلال الدين السيوطي وهو عالم معروف لا يصحح في كتابه تاريخ الخلفاء خلافة الفاطميين المصريين ولا يعدهم من الخلفاء معللا بان الجيدين منهم كانوا رافضة فكيف بغيرهم ويذكر في عداد الخلفاء يزيد بن معاوية وذكر الخفاجي القصيدة الرائية بأطول مما نقلناه عن نسمة السحر وذكر في آخرها وادي النيربين فقال:
وخطرت من بطحاء وادي * النيربين على الصخور ووقفت في تلك الربى * ما بين روض أو غدير ومدح في آخرها شيخ الجامع الكبير بدمشق والرئيس قاضي الجماعة القاضي محب الدين والأديب أبا الضياء حسن ورجلا من سلالة ارتق والأمير محمد المنجكي قال وقد عارض بهذه القصيدة ما في الحماسة. يعني قصيدة المنخل اليشكري التي أولها:
ان كنت عاذلتي فسيري * نحو العراق ولا تحوري قال وللناس على منوالها قصائد كثيرة أحسنها ما للشريف الرضي نطق اللسان عن الضمير * والسر عنوان الصدور قال وعلى منوالها لأبي بكر الخوارزمي قصيدة مطلعها:
ان الأولى خلف الخدور * هم في الضمائر والصدور وذكر الخفاجي للمترجم أشعارا غير ما مر فقال: ومما أنشدنيه قوله من قصيدة:
يراعك امضى من شفار الصوارم * ورأيك أجلى من بروق المباسم مضاء يقد المرهفات وعزمه * لها في ضرام الخطب فعل الضراغم منها:
بسيارة مثل النجوم طوالع * قواف لعمري أفحمت كل ناظم تساقط في الاسماع لؤلؤ لفظها * تسقط طل فوق زهر الكمائم بقيت لهذا الملك تحمي ذماره * بسمر يراع الخط لا بالصوارم جنابك محروس وبابك كعبة * لبطحائها حجي وفيها مواسمي وذكر له قصيدة قالها في بلاد الروم يمدح بها من اسمه ابن بستان ويتشوق إلى بلاد الشام منها:
حمى دمشق سقاها غير مفسدها * صوب الغمام وروى روضها عللا حتى تظل بها الارجاء باسمه * ويضحك النور في أكمامه جذلا وخص بالجانب الغربي منزلة * لبست فيها الشباب الروق مقتبلا تلك المنازل لا شرقي كاظمة * ولا العقيق ولا شعب الغوير ولا ما كنت لولا طلاب المجد اهجرها * هجر امرئ مغرم بالراح كأس طلا ولا تخيرت ارض الروم لي سكنا * ولا تعوضت عنها بالصبا بدلا ولا امتطيت عتاق الخيل رامية * بي الموامي تجوب السهل والجبلا من كل طرف تفوت الطرف سرعته * وسابح مثل سيد الرمل ما عسلا حتى اتى بي ارض الروم منتجعا * روضا أريضا وماء باردا وكلا وقال بشراك روض الفضل قلت له * روض ابن بستان مولانا فقال بلى هو الجواد الذي سارت مواهبه * تدعو العفاة إلى نعمائه الجفلى