من هو دوني في العلم فذاك يوم إفادتي وإذا رأيت من هو مثلي في العلم فذاك يوم مذاكراتي وإذا لم أر أحدا من هؤلاء فذلك يوم مصيبتي. وقال الدنيا مختلفات تأتلف ومؤتلفات تختلف قيل إن هذا والله لحدها الجامع المانع. وحكى عنه الديلمي في ارشاده: انما يجمع المرء المال لاحد ثلاثة كلهم أعداؤه اما زوج امرأته أو زوج ابنته أو زوجة ولده فمال المرء لهؤلاء ان تركه والعاقل الناصح لنفسه الذي يأخذ معه زادا لآخرته ولا يؤثر هؤلاء على نفسه. وحكى الأصمعي قال قدم رجل من فزارة على الخليل بن أحمد وكان الفزاري غبيا فأبطأ الخليل في جوابه فتضاحك الفزاري فالتفت الخليل إلى بعض جلسائه وقال الرجال أربعة رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فذروه ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك غافل فأيقظوه ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري فذلك جاهل فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري فذلك مائق فاجتنبوه والمائق الأحمق. ومر قوله المجيب يفكر في الجواب قبل الجواب وقبيح أن يفكر بعده وقال: ما أجيب بجواب حتى أعرف ما فيه علي من الاعتراضات والمؤاخذات. وعن مجمع البيان عن النضر بن شميل سئل الخليل عن معنى قوله تعالى رب ارجعوني ففكر ثم قال سألتموني عن شئ لا أحسنه ولا اعرف معناه فاستحسن منه ذلك.
وفي الروضات عنه أنه قال أفضل كلمة ترغب الإنسان في طلب العلم والمعرفة قول أمير المؤمنين ع قيمة كل امرئ ما يحسنه.
شعره في شذرات الذهب كان شاعرا مفلقا مطبوعا وبعضهم قال إنه كان ينظم البيتين والابيات ومن شعره:
وما هي الا ليلة بعد ليلة * ويوم إلى يوم (1) وشهر إلى شهر مراحل يدنين (2) الجديد إلى البلى * ويدنين أشلاء الكرام إلى القبر ويتركن أزواج العبور لغيره * ويسلبن (3) ما يحوي الشحيح من الوفر وله أورده البيهقي في المحاسن والمساوي:
كفاه لم تخلقا للندى * ولم يك بخلهما بدعه فكف عن الخير مقبوضة * كما نقصت مائة تسعه وله في متحد القافية مختلف المعنى:
يا ويح قلبي من دواعي الهوى * إذ رحل الجيران عند الغروب اتبعتهم طرفي وقد أمعنوا * ودمع عيني كفيض الغروب بانوا وفيهم طفلة حرة * تفتر عن مثل أقاحي الغروب وأورد له صاحب مرآة الجنان قوله:
ألا ينهاك شيبك عن صباكا * وتترك ما أضلك من هواكا أترجو ان يطيعك قلب سلمى * وتزعم ان قلبك قد عصاكا وارد له ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة الحسن بن أحمد بن البناء قوله:
ان كنت لست معي فالقلب منك معي * يراك قلبي وان غيبت عن بصري العين تبصر من تهوى وتفقده * وباطن القلب لا يخلو من النظر وأورد له أيضا في ترجمة عيسى بن عمر الثقفي صاحب كتابي الجامع والاكمال في النحو قوله:
بطل النحو جميعا كله * غير ما أحدث عيسى بن عمر ذاك اكمال وهذا جامع * فهما للناس شمس وقمر وأورد له صاحب الروضات قوله:
كتبت بخطي ما ترى في دفاتري * عن الناس في عمري وعن كل غابر ولولا عزائي انني غير خالد كذا * على الأرض لاستودعتها في المقابر وقوله في الرد على المنجمين:
أبلغا عني المنجم اني * كافر بالذي قضته الكواكب عالم أن ما يكون وما كان * فحتم من المهمين واجب الأمثال في شعره روى فخر الدين أبو القاسم بن عبد المحسن الفريومذي الكاتب بسنده إلى الخليل بن أحمد:
ما ازددت من أدبي حرفا أسر به * الا تزيدت حرفا تحته شوم ان المقدم في حذق بصنعته * انى توجه يوما فهو محروم وله كما في مجموعة الأمثال التي رأيناها في خزانة الكتب الرضوية في القاضي أحمد بن أبي داود:
نزلوا مركز الندى وذراه * وعدتنا من دون ذاك العوادي غير أن الربى إلى سبل الأنواء * أدنى والحظ حظ الوهاد (4) وله:
وقبلك داوى الطبيب المريض * فعاش المريض ومات الطبيب فكن مستعدا لدار الفناء * فان الذي هو آت قريب وله:
متاركة اللئيم بلا جواب * أشد على اللئيم من السباب وما شئ أحب إلى لئيم * إذا سب الكرام من الجواب الشيخ خليل الأردبيلي من أفاضل الأتراك فقيه أصولي معاصر قرأ على الشيخ ملا كاظم الخراساني وبه تخرج وقرأ على السيد كاظم اليزدي وله حلقة تدريس في النجف يرغب في درسه.
خليل بك بن أسعد بن خليل ابن الشيخ ناصيف المشهور بن نصار بن نصار السالمي العاملي من آل علي الصغير توفي سنة 1314 ودفن في قرية الطيبة.
وآل علي الصغير مر نسبهم وأصلهم في أحمد بن مشرف وهو أخو محمد بك الذي كان بمنزلة الوزير لعلي بك الأسعد صاحب تبنين أحد امراء جبل عاملة كان المترجم شهما كاملا معظما للعلماء والأشراف على نهج أسرته وبعد انقضاء الحكم الأقطاعي من جبل عاملة وذلك بعد سنة 1282 ه وتقسيم المقاطعات إلى مديريات وقائم مقاميات ومتصرفيات ثم ولايات تولى المترجم عدة قائم مقاميات كقائم مقامية مرجعيون وصور وحمص وعين متصرفا