الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين. ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق الشام عامله الله بفضله ولطفه: هذا هو الجزء السادس والعشرون من كتابنا أعيان الشيعة وفق الله لاكماله بالنبي وآله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام أوله حسين بن حيدر ومنه تعالى نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
1: السيد عز الدين أبو عبد الله حسين بن السيد حيدر بن علي بن قمر الحسيني العاملي الكركي ثم الأصفهاني كان حيا سنة 1038 على بعض الاحتمالات من اتحاده مع السابق.
الأقوال فيه ذكره الأمير محمد حسين بن محمد صالح الخاتون آبادي في اجازته الكبيرة المسماة بمناقب الفضلاء فقال: كان فاضلا محققا مدققا اه. وقال المجلسي في إجازات البحار في حقه: السيد الحسيب النسيب الفاضل الكامل السيد حسين بن السيد حيدر الحسيني الكركي المفتي بأصفهان ومر قول صاحب الرياض فيه بناء على الاتحاد ولا ذكر له في أمل الآمل كما لا ذكر للمتقدم.
اشتباهات في المقام من أساطين العلماء الأول ذكر بعضهم انه يعرف بالمجتهد وبالمفتي والمفتي بأصبهان وقيل إن تلقيبه بذلك اشتباه بالسيد حسين بن ضياء الدين حسن بن حسن الموسوي الكركي ثم الأصفهاني المتقدمة ترجمته سبط المحقق الثاني الذي كانت هذه الألقاب له لا للمترجم ولكن المجلسي في أول أربعينه صرح بان المترجم يلقب بالمفتي بأصبهان كما يأتي وكذلك صرح في إجازات البحار بتلقيبه بالمفتي والمفتي بأصبهان.
الثاني ذكر صاحب الرياض ترجمتين إحداهما المتقدمة بعنوان السيد حسين بن السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي والثانية بالعنوان الآنف الذكر وقال إن الثاني هو الذي وجده بخط المترجم على كتاب تهذيب الحديث وان كان في بعض المواضع منه قال السيد حسين ابن المرحوم السيد حيدر العاملي الكركي وقد عرفت في الترجمة السابقة ما يمكن أن يستأنس به لاتحادهما ولتغايرهما فراجع.
الثالث عن إجازة الخاتون آبادي المقدم ذكرها ان المترجم هو سبط المحقق الكركي وان أمه بنت المحقق المذكور وقيل إن هذا اشتباه بالسيد حسين بن ضياء الدين حسن ابن محمد الموسوي المتقدم الذي هو ابن بنت المحقق الكركي بلا ريب كما حصل الاشتباه بالألقاب كما عرفت وحصول الاشتباه مع اتحاد الاسم والبلد واللقب يقع كثيرا وعلل ذلك صاحب الروضات أيضا بعدم مساعدة الطبقة لرواية المترجم عن جماعة في أوائل المائة الحادية عشرة كما يأتي عند تعداد مشايخه والمحقق الكركي توفي في أواسط المائة العاشرة سنة 940 وفيه ان وفاة الكركي في أواسط المائة العاشرة لا تنافي بقاء سبطه إلى أوائل المائة الحادية عشرة وروايته عن جماعة بذلك التاريخ لأن المسافة بين التاريخين نحو ستين أو سبعين سنة على أن المترجم يروي عن سبط الكركي حسين بن حسن المقدم ذكره كما يأتي عند تعداد مشايخ المترجم وحينئذ فطبقته لا تنافي ان يكون سبط الكركي فان كان هو أيضا سبط الكركي كانا أخوين وكيف يكونان أخوين والمترجم حسين بن حيدر وسبط الكركي حسين بن حسن.
الرابع ذكر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي في فوائده في الفائدة الخامسة والأربعين المعقودة لبيان حال الفقه الرضوي وهي خاتمة الفوائد نقلا عن المجلسي انه قال اخبرني بالفقه الرضوي السيد الفاضل المحدث القاضي أمير حسين طاب ثراه الخ ثم قال: وعن المولى المقدس التقى والد شيخنا الخال صاحب البحار انه قال من فضل الله علينا انه كان السيد الفاضل الثقة المحدث القاضي أمير حسين مجاورا عند بيت الله الحرام ثم ذكر مجيئه بكتاب الفقه الرضوي إلى أصبهان ثم قال: والقاضي أمير حسين الذي حكى عنه الفاضلان المجلسيان ذلك هو السيد أمير حسين بن حيدر العاملي الكركي ابن بنت المحقق الشيخ علي بن عبد العالي الكركي وكان قاضي أصفهان والمفتي بها في الدولة الصفوية أيام السلطان العادل الشاه طهماسب الصفوي وهو أحد الفقهاء المحققين والفضلاء المدققين مصنف مجيد طويل الباع كثير الاطلاع وجدت له رسالة مبسوطة في نفي وجوب الجمعة عينا في زمن الغيبة وكتاب النفحات القدسية في أجوبة المسائل الطبرسية وكتاب دفع المناواة عن التفضيل والمساواة وهو كتاب جليل ينبئ عن فضل مؤلفه النبيل وله كتاب الإجازات فيه إجازة جم غفير من العلماء المشاهير له منهم خاله المحقق المدقق الشيخ عبد العالي بن المحقق الشيخ علي الكركي وابن خالته السيد العماد محمد باقر الداماد والشيخ الفقيه الأوحد الشيخ بهاء الدين محمد العاملي وقد وصفه جميعهم بالعلم