العلم والعمل وحاز منهما الحظ الأوفر الأكمل ولدنا الحسيب النسيب العالم الفاضل الأديب الأريب ذو الفطنة الوقادة والقريحة النقادة والأخلاق الكريمة والفطرة المستقيمة الأعز الأبر الأفخر السيد حيدر ابن السيد حسين ابن السيد علي الموسوي أصلا ونسبا اليزدي مسكنا ومنتسبا وفقه الله تعالى للعروج إلى أعلى معارج العلماء والارتقاء إلى أقصى مدارج الفقهاء العرفاء وقد استجازني بعد أن قرأ علي شطرا وافيا من الحديث والفقه وغيرهما قراءة بحث وتحقيق وتعمق وتدقيق قد كشفت عن نظر دقيق وفكر صائب رشيق وانه بالإجازة حري حقيق فأجزت له أسعد جده وضاعف كده وجده ان يروي عني الكتب الأربعة التي عليها المدار في جميع الأقطار اه. ووصفه صاحب شذور العقيان بالفاضل العالم المنشئ الأديب.
السيد حيدر ابن السيد حسين آل مرتضى العاملي العيثاوي توفي سنة 1336 في أثناء الحرب العامة الأولى.
عالم فاضل معاصر جميل الأخلاق كريم الطباع قرأ في جبل عامل ثم سافر مع أخيه السيد جواد إلى العراق ثم عاد اخوه إلى الجبل وبقي هو ثم رجع اخوه إلى العراق وجاء إلى جبل عامل ودرس في المدرسة التي كان أنشأها اخوه في قرية عيثا الزط قرب تبنين وتوفي في أثناء الحرب العامة.
أبو سليمان السيد حيدر بن سليمان بن داود بن سليمان بن داود بن حيدر بن أحمد بن عمر بن شهاب بن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي القاسم بن أبي البركات بن القاسم بن علي بن شكر بن محمد بن أبي محمد الحسين الأسمر بن شمس الدين النقيب بن أبي عبد الله أحمد بن أبي الحسين علي بن أبي طالب محمد بن أبي علي عمر الشريف بن يحيى بن أبي عبد الله حسين النسابة ابن احمد المحدث ابن أبي علي عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع الحسيني الحلي.
ولد بالحلة في شعبان سنة 1240 أو 42 أو 46 وتوفي فيها تاسع ربيع الثاني سنة 1304 وحمل إلى النجف فدفن في الصحن الشريف امام الرأس الشريف.
كان شاعرا مجيدا من أشهر شعراء العراق أديبا ناثرا جيد الخط نظم فأكثر ولا سيما في رثاء الحسين ع ومدائح ومراثي أهل البيت ع وله مدائح ومراث وتهان كثيرة في سادات آل القزويني الأعاظم في الحلة والنجف وفي آل كبة البغداديين الكرام بل جل شعره مستنفد في هذه الموارد الثلاث ووجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته انه نشأ في حجر عمه السيد مهدي شهما أديبا وقورا تقيا عليه سمات العلماء الأبرار كثير العبادة والنوافل كريم الطبع فاق شعراء عصره في رثاء الحسين ع وفي الطليعة كان شاعرا بارعا غير منازع وله إلمام بالعربية مصنفا تقيا ناسكا ويتقرب الله تعالى من مدح أهل البيت بالسبب الأقوى.
بعض ما يحكى عنه في الطليعة: اخبرني السيد حسن ابن السيد هادي الكاظمي قال اخبرني السيد حيدر الحلي قال رأيت في المنام فاطمة الزهراء ع فاتيت إليها مسلما عليها مقبلا يديها فالتفتت إلي وقالت:
أناعي قتلى الطف لا زلت ناعيا * تهيج على طول الليالي البواكيا فجعلت أبكي وانتبهت وانا أردد هذا البيت فجعلت أتمشى وأنا أبكي وأريد التتميم ففتح الله علي ان قلت:
أعد ذكرهم في كربلا ان ذكرهم * طوى جزعا طي السجل فؤاديا إلى آخر القصيدة قال ثم أوصى ان تكتب وتوضع معه في كنفه.
وقيل إنه لما نظم قصيدته العينية في رثاء الحسين ع التي أولها:
هل عهدنا الربوع وهي ربيع * أين لا أين آنسها المجموع أنشدها بعض أدباء الحلة فلما وصل فيها إلى قوله:
سبق الدمع حين قلت سقتها * فتركت السما وقلت الدموع قال له ذلك الأديب لو قلت الحيا بدل السما لكان أنسب فقال له إذا أكون مثلك فأخجله.
مؤلفاته 1 ديوان شعره كبير مطبوع 2 العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل يعني آل كبة وهو كتاب أدبي ألفه باسم الحاج محمد حسن ابن الحاج محمد صالح.
شعره من شعره قوله:
ان لم اقف حيث جيش الموت يزدحم * فلا مشت بي في طرق العلى قدم لا بد ان أتداوى بالقنا فلقد * صبرت حتى فؤادي كله ألم عندي من العزم سر لا أبوح به * حتى تبوح به الهندية الخذم لا أرضعت لي العلى ابنا صفو درتها * ان هكذا ظل رمحي وهو منفطم الية بظبى قومي التي حمدت قدما * مواقعها الهيجاء لا القمم لأحلبن ثدي الحرب وهي قنا * لبانها من صدور الشوس وهو دم إلى أن يقول في رثاء الحسين ع:
هذا المحرم قد وافتك صارخة * مما استحلوا به أيامه الحرم يملأن سمعك من أصوات ناعية * في مسمع الدهر من أعوالها صمم تنعى إليك دماء غاب ناصرها * حتى أريقت ولم يرفع لكم علم مسفوحة لم تجب عند استغاثتها * الا بأدمع ثكلى شفها الألم حنت وبين يديها فتية شربت * من نحرهم نصب عينيها الظبى الخذم موسدون على الرمضاء تنظرهم * حرى القلوب على ورد الردى ازدحموا سقيا لثاوين لم تبلل مضاجعهم * الا الدماء والا الأدمع السجم أفناهم صبرهم تحت الظبى كرما * حتى قضوا ورداهم ملؤه كرم وخائضين غمار الموت طافحة * أمواجها البيض بالهامات تلتطم مشوا إلى الحرب مشي الضاريات لها * فصارعوا الموت فيها والقنا اجم ولا غضاضة يوم الطف ان قتلوا * صبرا بهيجاء لم تثبت لها قدم