وهذا ما ذكره المحقق النائيني في مقام الرد عليه (1).
واما عدم كون عنوان المقطوعية اختياريا لأنه ملحوظ طريقا لا استقلالا، فتوضيح منعه: ان الفعل تارة: يرتبط بوصف الموضوع بنحو ارتباط نظير اعطاء الفقير، فان الاعطاء يرتبط بجهة الفقر ويكون رافعا للاحتياج.
وأخرى: لا يرتبط بوصف الموضوع بأي ارتباط كاعطاء العالم أو اطعامه، فان الاطعام لا يرتبط بجهة العلم وانما يرتبط بنفس الجسم، إذ لا دخل للعلم في الأكل أصلا، نعم أخذ الرأي من العالم يرتبط بجهة العلم كما لا يخفى.
فالقسم الأول: لا اشكال في تعلق الإرادة بالفعل المضاف إلى الوصف الخاص وهو لا يرتبط بما نحن فيه.
واما القسم الثاني: فتارة يكون الوصف غاية للعمل وداعيا لتحقق الفعل. وأخرى لا يكون كذلك، بل ينشأ الفعل عن داع آخر. ففي الصورة الأولى لا اشكال في ترتب آثار الفعل الاختياري المضاف إلى الموصوف الخاص، فإذا أكرم العالم تقديرا لعلمه ترتب على فعله آثار اكرام العالم بهذا الوصف وفي الصورة الثانية يشكل الامر ويقع الكلام في أن الالتفات إلى وجود الوصف مع عدم كونه داعيا للعمل هل يكفي في اختيارية العمل مضافا إلى الموصوف الخاص أولا يكفي مجرد الالتفات؟.
وهذه الصورة الأخيرة هي التي ترتبط بما نحن فيه، وهي الاتيان بمعلوم العنوان كمعلوم الخمرية، مع الالتفات إلى العلم من دون أن يكون اتيانه بداعي العلم ولأنه معلوم الخمرية، بل لوحظ العلم طريقا كما هو المفروض. فإنه إذا فرض ان حصول الالتفات إلى الوصف يكفي في اختيارية العنوان لم ينفع ما ذكره (قدس سره) من أن عنوان المقطوعية ليس اختياريا لعدم لحاظه