الشدائد في البحار، والبراري، والقفار، يتضرعون إليه، ويقبلون عليه، والمعنى:
لا تدعون غيره بل تدعونه.
(فيكشف ما تدعون إليه إن شاء) أي: يكشف الضر الذي من أجله دعوتم، إن شاء أن يكشفه (وتنسون ما تشركون) أي: تتركون دعاء ما تشركون من دون الله، لأنه ليس عندهم ضرر ولا نفع، عن ابن عباس. ويكون العائد إلى الموصول محذوفا، للعلم على تقدير ما تشركون به. وقيل: معناه إنكم في ترككم دعاءهم، بمنزلة من قد نسيهم، عن الزجاج، وهو قول الحسن، لأنه قال: تعرضون عنه إعراض الناسي أي: لليأس في النجاة من مثله، وبجوز أن يكون (ما) مع (تشركون) بمنزلة المصدر، فيكون بمنزلة وتنسون شرككم.
ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون 42 فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون 43 فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون 44 فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين 45. القراءة: قرأ أبو جعفر: (فتحنا) بالتشديد في جميع القرآن، ووافقه ابن عامر إلا قوله: (لو فتحنا عليهم بابا)، و (حتى إذا فتحنا عليهم بابا) فإنه خففهما، ووافقهما يعقوب في القمر. وقر أ الباقون في جميع ذلك بالتخفيف، إلا مواضع قد اختلفوا فيها سنذكرها إن شاء الله، إذا بلغنا إلى مواضعها.
الحجة: من ثقل: أراد التكثير والمبالغة، ومن خفف لم يرد ذلك.
اللغة: البأساء: من البأس والخوف، والضراء: من الضر. وقد يكون البأساء من البؤس؟ والتضرع: التذلل. يقال ضرع فلان لفلان: إذا بخع له وسأله أن يعطيه. والملبس: الشديد الحسرة،؟ وقال الفراء الملبس: المنقطع الحجة، قال رؤية: