يكون متعلقا بله الملك وتقديره: إن الملك قد وجب له في ذلك اليوم الذي فيه ينفخ في الصور، فقد خص ذلك اليوم بأن ا لملك له كما خصه في قوله (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) والوجه فيه أنه لا يبقى ملك من ملكه الله في الدنيا، أو تغلب عليه، بل يتفرد سبحانه بالملك والثاني: أن يكون: (يوم ينفخ في الصور) مبنيا عن قوله. (ويوم يقول كن فيكون). والثالث: أن يكون منصوبا بقوله (الحق).
والمعنى: قوله ا لحق يوم ينفخ في الصور، والوجه في اختصاصه بذلك اليوم وإن كان قوله حقا، في كل وقت، ما بيناه في الوجه الأول، وهو مثل قوله. (والأمر يومئذ لله) ولا شك أ ن الأمر في كل وقت لله تعالى. والمراد أن ذلك اليوم يوم لا يخالف الله في أوامره، لأنها محتومة ليس فيها تخيير، ولا يقدر أحد على معصيته.
وأما (الصور) فقيل فيه: قرن ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام نفختين، فتفنى الخلائق كلهم بالنفخة الأولى ويحيون بالنفخة الثانية، فتكون النفخة الأولى لانتهاء الدنيا، والثانية لابتداء الآخرة، وقال الحسن: هو جمع صوره، كما أن السور جمع سورة، وعلى هذا فيكون معناه: يوم ينفخ الروح في الصور.
ويؤيد القول الأول ما رواه أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
" كيف أنتم وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنا جبينه، وأصغى سمعه، ينتظر أن يؤمر، فينفخ؟ قالوا فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل " والعرب تقول نفخ الصور، ونفخ في الصور، قال الشاعر:
لولا ابن جعدة لم يفتح قهندزكم * ولا خراسان حتى ينفخ الصور (1) (عالم الغيب والشهادة) أي: يعلم ا ما لا يشاهد الخلق، وما يشاهدونه، وما لا يعلمه الخلق، وما يعلمونه، لا يخفى عليه شئ من ذلك (وهو الحكيم) في أفعاله (الخبير) العالم بعباده، وأفعالهم. وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين 74 وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون