مسعود، وسالم. (وإذا قلبت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا عائذا بك أن تجعلنا مع القوم الظالمين). وروي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون 48 أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون 49.
اللغة: النداء: امتداد الصوت ورفعه، ونادى نظير دعا، إلا أن الدعاء قد يكون بعلامة من غير صوت ولا كلام، ولكن بإشارة تنبئ عن معنى تعال، ولا يكون النداء إلا برفع الصوت، وهو مشتق من الندى. والخوف: توقع المكروه، وهو ضد الأمن، وهو الثقة بانتفاء المكروه.
الاعراب: (هؤلاء) مبتدأ وخبره (الذين أقسمتم) والأولى أن يكون (الذين أقسمتم) خبر مبتدأ محذوف التقدير: أهؤلاء هم الذين أقسمتم، وقوله: (لا ينالهم الله برحمة) جواب أقسمتم. وهذا داخل في صلة (الذين) لأن الذين هنا، وصل بالقسم، وجوابه. ولا يجوز أن يكون (الذين) صفة (لهؤلاء) من وجهين أحدهما:
إن المبهم لا يوصف إلا بالجنس والآخر: إنه يبقى المبتدأ بلا خبر.
المعنى: ثم بين سبحانه خطاب أصحاب الأعراف، لأصحاب النار، فقال:
(ونادى) أي: وسينادي (أصحاب الأعراف رجالا) من أصحاب النار (يعرفونهم بسيماهم) أي: بصفاتهم يدعونهم بأساميهم، وكناهم، ويسمون رؤساء المشركين، عن ابن عباس. وقيل: بعلاماتهم التي جعلها الله تعالى من سواد الوجوه، وتشويه الخلق، وزرقة العين، عن الجبائي. وقيل: بصورهم التي كانوا يعرفونهم بها في الدنيا (1) (قالوا ما أغنى عنكم جمعكم) الأموال، والعدد في الدنيا (وما كنتم تستكبرون) أي: واستكباركم عن عبادة الله، وعن قبول الحق، وقد كنا نصحناكم فاشتغلتم بجمع المال، وتكبرتم فلم تقبلوا منا، فأين ذلك المال؟ وأين ذلك التكبر؟
وقيل: معناه ما نفعكم جماعتكم التي استندتم إليها، وتجبركم عن الانقياد لأنبياء الله