وقالوا: يا رسول الله! وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إنه ليس الذي تعنون، ألم تستمعوا إلى ما قال العبد الصالح: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم).
وقال الجبائي، والبلخي: يدخل في الظلم كل كبيرة تحبط ثواب الطاعة. وقال البلخي: ولو اختص الشرك على ما قالوه، لوجب أن يكون مرتكب الكبيرة إذا كان مؤمنا كان آمنا، وذلك خلاف القول بالإرجاء، وهذا لا يلزم لأنه قول بدليل الخطاب، ومرتكب الكبيرة غير آمن، وإن كان ذلك معلوما بدليل آخر.
(أولئك لهم الأمن). من الله بحصول الثواب، والأمان من العقاب (وهم مهتدون) أي: محكوم لهم بالاهتداء إلى الحق والدين، وقيل: إلى الجنة.
واختلف في هذه الآية، فقيل: إنه من تمام قول إبراهيم عليه السلام. وقيل: إن هذا القول من الله تعالى على جهة فصل القضاء بذلك، بين إبراهيم عليه السلام وقومه، عن محمد بن إسحاق، وابن زيد، والجبائي.
وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم 83 ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين 84 وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين 85 وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين 86 ومن إبائهم وذريتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم.
القراءة: قرأ أهل الكوفة ويعقوب (درجات) منونا والباقون: (درجات من نشاء) بالإضافة. وقرأ أهل الكوفة، غير عاصم: (والليسع) بتشديد اللام وفتحها، وسكون الياء، ههنا وفي ص. والباقون: واليسع بسكون اللام، وفتح الياء.
الحجة: من أضاف (درجات) ذهب إلى أن المرفوعة هي الدرجات لمن يشاء. ومن نون ذهب إلى أن المرفوع صاحب الدرجات، ويقوي قراءة من أضاف