هو الهدى الذي يؤدي المستدل به إلى الصلاح والرشاد في دينه، وهو الذي يجب أن يعمل عليه، ونستدل به، فلا نترك ذلك إلى ما تدعون إليه. (وأمرنا لنسلم لرب العالمين) معناه: وأمرنا أن نسلم. وقيل: معناه أن نسلم أمورنا ونفوضها إلى الله، ونتوكل عليه فيها. وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون 72 وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير 73.
الاعراب: يحتمل أول الآية وجهين أحدهما: أن يكون التقدير أمرنا لأن نسلم، ولأن نقيم الصلاة والثاني: أن يكون محمولا على المعنى، لأن معناه أمرنا بالإسلام وبإقامة الصلاة وموضع (أن) نصب، لأن الباء لما سقطت أفضى الفعل، فنصب. (عالم الغيب) رفع، لأنه نعت الذي في قوله (وهو الذي خلق السماوات والأرض). ويحتمل أن يكون فاعل فعل يدل عليه الفعل المبني للمفعول به، وهو قوله: (ينفخ في الصور) وهذا كما يقولون: أكل طعامك عبد الله، والتقدير أكله عبد الله، قال الشاعر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح (1) كأنه قيل: من يبكيه؟ قال: يبكيه ضارع. والأول أجود.
المعنى: (وأن أقيموا الصلاة): هذا موصول بما قبله أي: وقيل لنا أقيموا الصلاة (واتقوه) أي: واتقوا رب العالمين أي: تجنبوا معاصيه فتتقوا عقابه (وهو الذي إليه تحشرون) أي: تجمعون إليه يوم القيامة، فيجازي كل عامل منكم بعمله (وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق) فيه قولان أحدهما: إن معناه خلقهما