(فريقا) أي: جماعة (هدى) أي: حكم لهم بالاهتداء بقبولهم للهدى، أو لطف لهم بما اهتدوا عنده، أو هداهم إلى طريق الثواب، كما تكرر بيانه في مواضع (وفريقا حق) أي: وجب (عليهم الضلالة) إذ لم يقبلوا الهدى، أو حق عليهم الخذلان، لأنه لم يكن لهم لطف ينشرح له صدورهم، أو حق عليهم العذاب والهلاك بكفرهم، ويؤيد هذا القول الأخير أنه سبحانه ذكر الهدى والضلال بعد العود والبعث.
ثم قال (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) بين سبحانه أنه لم يبدأهم بالعقوبة، ولكن جازاهم على عصيانهم، واتباعهم الشيطان، وإنما اتخذوهم أولياء بطاعتهم لهم فيما دعوهم إليه. (ويحسبون أنهم مهتدون) ومعناه: وهم مع ذلك يظنون أنهم في ذلك على هداية وحق.
يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 31 قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون 32.
القراءة: قرأ نافع وحده: (خالصة) بالرفع. والباقون بالنصب.
الحجة: قال أبو علي: من رفعه جعله خبر المبتدأ الذي هو (هي)، ويكون (للذين آمنوا) تبيينا للخلوص، ولا شئ فيه على هذا. ومن قال: هذا حلو حامض، أمكن أن يكون (للذين آمنوا): خبرا، و (خالصة) خبر آخر. ومن نصب (خالصة) كان حالا مما في قوله (للذين آمنوا). ألا ترى أن فيه ذكرا يعود إلى المبتدأ الذي هو (هي) ف (خالصة) حال عن ذلك الذكر، والعامل في الحال ما في اللام من معنى الفعل. وحجة من رفع إن المعنى هي تخلص للذين آمنوا يوم القيامة، وإن شركهم فيها غيرهم من الكافرين في الدنيا. ومن نصب فالمعنى عنده ثابتة للذين آمنوا في حال خلوصها يوم القيامة لهم، وانتصاب (خالصة) على الحال أشبه بقوله (إن المتقين في جنات وعيون آخذين) ونحو ذلك مما انتصب الاسم فيه