للجبل، وقال الحسن: لما ظهر وحي ربه للجبل (جعله دكا) أي: مستويا بالأرض. وقيل: ترابا، عن ابن عباس. وقيل: ساخ في الأرض حتى فني عن الحسن. وقيل: تقطع أربع قطع: قطعة ذهبت نحو المشرق، وقطعة ذهبت نحو المغرب، وقطعة سقطت في البحر، وقطعة صارت رملا. وقيل: صار الجبل ستة أجبل، وقعت ثلاثة بالمدينة، وثلاثة بمكة، فالتي بالمدينة: أحد، وورقان، ورضوى. والتي بمكة: ثور، وثبير، وحراء، وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(وخر موسى صعقا) أي: سقط مغشيا عليه، عن ابن عباس، والحسن، وابن زيد، ولم يمت بدلالة قوله: (فلما أفاق) ولا يقال أفاق الميت، وإنما (1) عاش أو حيي. وأما السبعون الذين كانوا معه فقد ماتوا كلهم، لقوله: (ثم بعثناكم من بعد موتكم) وروي عن ابن عباس أنه قال: أخذته الغشية عشية الخميس يوم عرفة، وأفاق عشية يوم الجمعة، وفيه نزلت عليه التوراة. وقيل: معناه خر ميتا، عن قتادة.
(فلما أفاق) من صعقته، ورجع إليه عقله (قال سبحانك) أي: تنزيها لك عن أن يجوز عليك ما لا يليق بك. وقيل: تنزيها لك من أن تأخذني بما فعل السفهاء من سؤال الرؤية (تبت إليك) من التقدم في المسألة قبل الإذن فيها، وقيل: إنه قاله على وجه الانقطاع إلى الله سبحانه كما يذكر التسبيح، والتهليل، ونحو ذلك من الألفاظ عند ظهور الأمور الجليلة.
(وأنا أول المؤمنين) بأنه لا يراك أحد من خلقك، عن ابن عباس، والحسن، وروي مثله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: معناه أنا أول من آمن وصدق، بأنك لا ترى. وقيل: معناه أنا أول المؤمنين من قومي باستعظام سؤال الرؤية، عن الجبائي. وقيل: أول المؤمنين بك من بني إسرائيل، عن مجاهد، والسدي.
قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين 144 وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار