صراط مستقيم) أي: طريق بين لا اعوجاج فيه وهو الدين الحق.
ذلك هدى الله يهدى به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون 88 أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين 89 أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسئلكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين 90.
القراءة: قرأ ابن عامر وحده: (اقتده) بكسر الهاء مشبعة. والباقون (اقتده) ساكنة الهاء، إلا أن حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلفا، يحذفون الهاء في الوصل، ويثبتونها في الوقف. والباقون يثبتونها في الوصل والوقف.
الحجة: قال أبو علي: الوجه الوقوف على الهاء لاجتماع الجمهور على إثباته، ولا ينبغي أن يوصل، والهاء ثابتة لأن هذه الهاء في السكت بمنزلة همزة الوصل في الابتداء في أن الهاء للوقف، كما أن همزة الوصل للابتداء بالساكن، فكما لا تثبت الهمزة في الوصل، كذلك ينبغي أن لا تثبت الهاء. ووجه قراءة ابن عامر:
أن يجعل الهاء كناية عن المصدر، لا التي تلحق الوقف، وحسن إضماره لذكر الفعل الدال عليه، ومثل ذلك قول الشاعر:
فجال على وحشيه وتخاله على ظهره سبا جديدا يمانيا (1) كأنه قال: وتخال خيلا على ظهره سبا، فعلى متعلق بمحذوف، والتقدير ثابتا على ظهره، ومثله قول الشاعر:
هذا سراقة للقرآن يدرسه * والمرء عند الرشى إن يلقها ذيب (2)