ثلاثة أشياء: القود، والزنا بعد إحصان، والكفر بعد إيمان.
(ذلكم) خطاب لجميع الخلق، أي: ما ذكر في هذه الآية (وصاكم به) أي: أمركم به (لعلكم تعقلون) أي: لكي تعقلوا ما أمركم الله تعالى به، فتحللوا ما حلله لكم، وتحرموا ما حرمه عليكم.
ودل قوله سبحانه (وصاكم به) على أن الوصية مضمرة في أول الآية على ما قلناه، وفي قوله سبحانه (أن لا تشركوا به شيئا) دلالة على أن التكليف قد يتعلق بأن لا يفعل، كما يتعلق بالفعل، وعلى أنه يستحق الثواب والعقاب على أن لا يفعل، وهو الصحيح من المذهب.
ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون 152 وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون 153 القراءة: قرأ أهل الكوفة، إلا أبا بكر (تذكرون) بتخفيف الذال حيث وقع.
والباقون بالتشديد. وقرأ أهل الكوفة غير عاصم (وإن هذا) بكسر الهمزة. والباقون بفتحها، وكلهم شدد النون إلا ابن عامر ويعقوب، فإنهما قرآ (إن) بالتخفيف.
وكلهم سكن الياء من (صراطي)، إلا ابن عامر فإنه فتحها، وقرأ ابن عامر، وابن كثير: (سراطي) بالسين. وقرأ حمزة بين الصاد والزاي.
الحجة: القراءتان في (تذكرون) متقاربتان. والأصل (تتذكرون) فمن خفف، حذف التاء الأولى، ومن شدد: أدغم التاء الثانية في الذال. واما من فتح:
(وان هذا) فإنه حملها على (فاتبعوه) على قياس قول سيبويه في قوله تعالى:
(لإيلاف قريش)، وقوله (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون)، وقوله:
(وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)، فيكون على تقدير ولأن (هذا صراطي