وكان أبو حذيفة بن عتبة، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان أبو سفيان لما جاز بالعير، بعث إلى قريش: قد نجى الله عيركم، فارجعوا ودعوا محمدا والعرب، وادفعوه بالراح ما اندفع، وإن لم ترجعوا، فردوا القيان، فلحقهم الرسول في الجحفة فأراد عتبة أن يرجع، فأبى أبو جهل وبنو مخزوم، وردوا القيان من الجحفة قال:
وفزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما بلغهم كثرة قريش، واستغاثوا وتضرعوا، فأنزل الله سبحانه: (إذ تستغيثون ربكم) وما بعده.
إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين 9 وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم 10 إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام 11 إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان 12 ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب 13 ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار.
القراءة: قرأ أهل المدينة ويعقوب، (مردفين) بفتح الدال. والباقون:
(مردفين) بكسر الدال، وقرأ أهل المدينة (يغشيكم) بضم الياء وسكون الغين (النعاس) بالنصب. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: (يغشاكم) بالألف وفتح الياء (النعاس) بالرفع. والباقون: (يغشيكم) بضم الياء وفتح الغين والتشديد، (النعاس) بالنصب. وفي الشواذ قراءة الشعبي (ما ليطهركم به) ما: بمعنى الذي.
الحجة: قال أبو علي: مردفين يحتمل وجهين أحدهما: أن يكون مردفين