قال الزجاج: عسى طمع وإشفاق، إلا أن ما يطمع الله فيه، فهو واجب، وهو معنى قول المفسرين: عسى من الله واجب، ومعناه: أوجب ربكم على نفسه أن يهلك عدوكم فرعون، وقومه.
(ويستخلفكم في الأرض) أي: يملككم ما كانوا يملكونه في الأرض من بعدهم (فينظر كيف تعملون) أي: فيرى ذلك بوقوعه منكم، لأن الله تعالى لا يجازي عباده على ما يعلمه منهم، إنما يجازيهم على ما يقع منهم، عن الزجاج.
وقيل: يعلم ذلك، ومعناه: فيظهر معلومه أي: يبتليكم بالنعمة ليظهر شكركم، كما ابتلاكم بالمحنة ليظهر صبركم، ومثله: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين). وموضع (كيف) نصب وتقديره أعملا حسنا تعملون، أم قبيحا، أي: شاكرين كنتم لنعمته أم كافرين. وقد حقق الله سبحانه هذا الوعد، فأورث بني إسرائيل أرض مصر ونواحيها، بعد أن أهلك عدوهم.
ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون 130 فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون 131.
القراءة: في الشواذ قراءة الحسن: (ألا إنما طيرهم عند الله) بغير ألف.
الحجة: الطير: جمع طائر في قول أبي الحسن. وفي قول صاحب الكتاب:
الطائر اسم للجمع بمنزلة الجامل والباقر غير مكسر. وروي عن قطرب أن الطير قد يكون واحدا كما أن الطائر واحد، ويجوز أن يكون الطائر جمعا كالجامل، أنشد ابن الأعرابي:
كأنه تهتان يوم ماطر (1) على رؤوس كرؤوس الطائر اللغة: العرب تقول أخذتهم السنة إذا كانت قحطة، ويقال: أسنت القوم إذا