المجرمين المكذبين بآيات الله تعالى (لهم) أي: لهؤلاء (من جهنم مهاد) أي:
فراش، ومضجع (ومن فوقهم غواش) مثل قوله: (لهم من فوقهم ظلل من النار). وقيل: المراد به لحف، والمعنى إن النار محيطة بهم من أعلاهم وأسفلهم (وكذلك نجزي الظالمين) قال ابن عباس: يريد الذين أشركوا به، واتخذوا من دونه إلها.
والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة فيها خالدون 42 ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون 43.
القراءة: قرأ ابن عامر: (ما كنا لنهتدي) بغير واو، وكذلك في مصاحف أهل الشام. والباقون مع الواو. وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: (أورثموها) مدغمة، وكذلك في الزخرف. وقرأ الباقون (أورثتموها) غير مدغمة.
الحجة: قال أبو علي: وجه الاستغناء عن حرف العطف، أن الجملة ملتبسة بما قبلها، فأغنى التباسها به عن حرف العطف، وقد تقدم ذكر أمثاله. ومن ترك الإدغام في (أورثتموها) فلتباين المخرجين، وكأن الحرفين في حكم الانفصال، وإن كانا من كلمة واحدة، ألا ترى أنهم لم يدغموا: (ولو شاء الله اقتتلوا)، وإن كانا مثلين لما لم يكونا لازمين ألا ترى أن تاء افتعل قد يقع بعدها غير التاء، فكذلك أورث قد يقع بعد الثاء منها غير الثاء، فلا يجب الإدغام، ووجه الإدغام أن الثاء والتاء مهموستان متقاربتان، فاستحسن الإدغام لذلك.
اللغة: الغل: الحقد الذي ينغل بلطفه إلى صميم القلب، ومنه الغلول وهو الوصول بالحيلة إلى دقيق الخيانة. ومنه الغل: الذي يجمع اليدين والعنق بانغلاله فيهما. والصدر: ما يصدر من جهته التدبير والرأي. ومنه قيل للرئيس صدر.