عليهم فماتوا، فأوحى الله تعالى: يا إبراهيم إن دعوتك مستجابة، فلا تدع على عبادي، فإني لو شئت أن أميتهم بدعائك ما خلقتهم. إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف: صنف يعبدني لا يشرك بي شيئا فأثيبه، وصنف يعبد غيري، فليس يفوتني، وصنف يعبد غيري، فأخرج من صلبه من يعبدني " (وليكون من الموقنين) أي: من المتيقنين بأن الله سبحانه هو خالق ذلك، والمالك له.
النظم: وجه اتصال الآية بما قبلها: إنه لما عاب دينهم، وذم آلهتهم، واحتج عليهم بما سلف ذكره، بين أنه دين إبراهيم، وللناس إلف بدين الآباء، لا سيما إذا كان الأب ذا قدر، وقيل: إنها تتصل بقوله (أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا) إلى قوله (بعد إذ هدانا)، ثم قال: وبعد ان قال إبراهيم كذا وكذا، عن أبي مسلم.
فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين 76 فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالمين 77 فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون 78 إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. 79 القراءة: قرأ أبو عمرو، وورش، من طريق البخاري: (رأى كوكبا) بفتح الراء وكسر الهمزة حيث كان، وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويحيى، عن أبي بكر: (رأى) بكسر الراء والهمزة. وقرأ الباقون بفتح الراء والهمزة.
الحجة: ذكر أبو علي، الوجه في قراءة من لم يمل، وقراءة من أمال، وأورد في ذلك كلاما كثيرا تركنا ذكره خوف الإطالة.
اللغة: يقال: جن عليه الليل، وجنه الليل، وأجنه الليل: إذا أظلم حتى يستر بظلمته. ويقال لكل ما ستر: قد جن، وأجن، ومنه اشتقاق الجن: لأنهم استجنوا