فيكون على هذا معنى (عشر أمثالها) في النعيم واللذة، لا في عظيم المنزلة.
ويجوز أن يكون التفضل مثل الثواب في الكثرة واللذة، وأن يميز منه الثواب بمقارنة التعظيم والإجلال اللذين لولاهما لما حسن التكليف، وهذا هو الصحيح.
وقال قوم: لا يجوز أن يساوي الثواب والتفضل على وجه. فيكون على قولهم كل ذلك ثوابا، قال الزجاج: إن المجازاة من الله، عز وجل، على الحسنة بدخول الجنة شئ لا يبلغ وصف مقداره، فإذا قال (عشر أمثالها) وقال: (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة) وقال: (فيضاعفه له أضعافا كثيرة) فالمعنى في هذا كله: إن جزاء الله سبحانه على الحسنات على التضعيف للمثل الواحد الذي هو النهاية في التقدير في النفوس، فيضاعف الله سبحانه ذلك، بما بين عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.
وقد قيل أيضا في ذلك: إن المعنى من جاء بالحسنة فله عشر أمثال المستحق عليها، والمستحق لا يعلم مقداره إلا الله تعالى، وليس المراد أمثال ذلك في العدد، وهذا كما يقول الانسان لأجيره: لك من الأجر مثل ما عملت، أي: مثل ما تستحقه بعملك.
وقد وردت الرواية عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر قال: حدثني الصادق المصدق: (إن الله تعالى قال: الحسنة عشر، أو أزيد، والسيئة واحدة، أو أغفر، فالويل لمن غلبت آحاده أعشاره) قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 161 قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين 162 لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين 163.
القراءة: قرأ ابن عامر، وأهل الكوفة (قيما) مكسورة القاف خفيفة الياء، والباقون: (قيما) مفتوحة القاف مشددة الياء. وقرأ أهل المدينة: (محياي) ساكنة الياء (ومماتي) بفتحها. والباقون: (محياي) بفتح الياء، (ومماتي) ساكنة الياء.
الحجة: من قرأ (قيما) فالقيم: هو المستقيم، فيكون وصفا للدين، كما أن